لقد اسس في هذه الليلة سر الافخارستيا، اي تلك الوسيلة التي بها يكون المسيح كله حاضرا لنا، غذاء يقيتنا، وخميرة بها تختمر حياتنا الانسانية لتصبح كلها مأخوذة من قبل الله. هذا جسدي، تعني ان المسيح قد اخذ كل واقعنا ومنه ايضا واقع موتنا، لا لكي يبقى اسيرا له، بل ليحقن به واقعه الالهي، ليحقن في الموت دواء القيامة
في هذه الليلة
طعمنا بساق شجرة الهية حيث بدأت تجري في عروقنا
حياة الله
بواسطة الروح القدس.
ليلة الوصية العظمى:
يسوع يوصي تلاميذه بان يحبوا بعضهم بعضا. ان المحبة ليست مجرد عواطف ومشاعر ايجابية تجاه شخص ما، المحبة هي موقف حياتي متكامل والتزام، انه موقف
يعكس موقف الله ذاته
الذي وهب نفسه لاجلنا. ان قيمة موت المسيح تلزم من يؤمن بها ان يلتزم بعلاقة سليمة تجاه الاخرين، بعلاقة محبة اخوية داخل الكنيسة التي تعرف ان تضحي وتموت على صليب الحياة اليومية، لكي تقوم خالصة واصيلة.
ليلة المواقف:
في هذه الليلة توجد مواقف تتصل بنا، نعيشها ونعكسها، نحتاجها لنتوجه بطريقنا عكس ما هو سلبي منها ، ونتحلى بالصحيح منها.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
يوجد
موقف الخيانة التي اتسم بها يهوذا، انه موقف نكران الدعوة المسيحية. لقد اختارنا الله كل منا حسب دعوة يكونالجواب عليها صادقا اذا ما لبيناها وعشناها حسب منطق من وجهها لنا. ان عيش الدعوة يتطلب ضبطا مستمرا، كما تضبط الساعة لكي تكون دقيقة، كذلك ايضا الدعوة، نحتاج الى التغيير المستمر من اجل فهم دعوتنا وعيشها بصورة افضل. يهوذا حاضر في هذه الليلة، وهو حاضر في كل الليالي الاخرى التي تشبه هذه الليلة، نعم توجد ليالي الصعوبات، توجد ليالي الاغراءات، توجد ليالي الكسل، التكبر، اليأس، انها اوقات مظلمة نحتاج فيها لاعطاء جواب مشرف يستند على ارادة مسيحية خالصة، ارادة لا تضعفها المنافع الانانية او تقضي عليها المخاوف والتهديدات. انه موقف تحذرنا منه صلوات هذه الليلة: موقف الخيانة التي لا تعترف بضعفها.
موقف بطرس:
انه موقف اخر يعكس ارادة ضعيفة اخرى، ارادة ضعفت امام الخوف، ارادة تلميذ يرغب ولكن حسابات اخرى جانبية تبعده وتجعله ان ينكر. انه بطرس الذي امام خادمة نكر انتمائه الى المسيح. يبقى موضوع نكران المسيح واقعا نعيشه عندما لا نستطيع ان نرتب القيم ونضع اهمها في اعلى السلم، عندما يتبلبل نظام حياتنا ونتخبط في عيش خيارات ليست دوما جوهرية على حساب ما هو اساسي. ولكن حدث بطرس هو ثقب يخترقه نور يضيء لنا ظلمة هذه الليلة، يضي لنا ظلمة قراراتنا الضعيفة، يفتح لنا باب الامل عندما تريد الخطيئة ان تنتج فينا اليأس. ان نظرة يسوع تصفها صلواتنا الطقسية بتلك المحبة التي تريد ان تشجع التائب وتعيده الى بر الامان، عندما يسير معه.
انها دعوة الى السهر:
يعتبر السهر ميزة مهمة من مميزات السلوك المسيحي الروحي. ليس السهر فقط امضاء ساعات الليل مستيقظا، ولكنه يعني الانتباه الى ما يحدث. في هذه الليلة يدان السيد كالعبد، والرب يحسب بين الاثمة، لماذا؟. هنا يتطلب الانتباه من خلال مواجهة الذات بصورة جادة، من اجل تحديد واقعها واين هي من هذا الحدث المهم.