أربيل, الأحد 31 مارس، 2024
يضعنا أفراهاط الحكيم أمام مقارنات عدّة يشرح من خلالها الفرق بين الفصح اليهوديّ، ويسمّيه «القديم» وفصح المسيح «الجديد» كما يدعوه. ويشرح من خلالها كيف أنّه «هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة».
رأى أفراهاط أنّ اليهود يذكرون عبر الفصح خطاياهم زمنًا بعد زمنٍ، فيما نتذكّر صلب مخلّصنا وإهانته. وعن المرارة بين الفصحَين قال: «هؤلاء أكلوا الفصح على أعشاب مرّة، ومخلّصنا رذل كأس المرارة هذه وانتزع كلّ مرارة الشعوب حين ذاقها، ولم يرد أن يشرب».
وتابع: «بالفصح خرج هؤلاء من عبودية فرعون، ونحن في يوم الصَّلب نُخلَّص من عبودية الشيطان. هم ذبحوا حملًا من القطيع، وبدمه نجوا من المفسِد. ونحن بدم ابنٍ مختارٍ خُلِّصنا من أعمال الفساد التي عملناها».
ويواصل عاقِدًا مقارنةً بين موسى الذي كان لبني إسرائيل قائدًا، ويسوع الذي صار لنا هاديًا ومخلِّصًا إذ «شقّ لهم موسى البحر وأجازهم، وأما مخلِّصنا فشقَّ الجحيم وحطَّم أبوابها ودخل وفتحها. ورسم الطريق أمام كلّ الذين يؤمنون به».