يتميز دير «حبس المسيح» الكاثوليكي في مدينة القدس بطابعه التاريخي والروحاني. فهو يقع على طريق الآلام داخل أسوار البلدة القديمة.
يضمّ المكان كنيستَي «الجلد» و«الحُكم بالموت». وتمثّل هاتان الأخيرتان محطّتَيْن رئيسيّتَيْن في مسار درب الآلام الذي اتّبعه المسيح إلى الصلب.
كنيسة الجلد
تضمّ «كنيسة الجلد» الزنزانة الصغيرة حيث حُبس المسيح. وتُعدّ المحطة الثانية في درب الآلام. ويُعتَقَد أنّ المسيح جُلِدَ في هذا الموقع أيضًا قبل الحكم عليه بالموت.
تأسّست هذه الكنيسة على يد الصليبيين في القرن الثاني عشر، وهُجِرَت لقرون عدّة بعد ذلك. وفي العام 1838، كُلِّف الرهبان الفرنسيسكان بالإشراف عليها، وأُعيد إحياء العبادة فيها بفضل كرم رجل يُدعى ماكسيميليان من بافاريا، كما يُظهِر لوح حجريّ مثبت على واجهة البناء.
وفي العام 1929 رمَّم الكنيسة المهندس المعماري الإيطالي أنطونيو بارلوزي. فحافظ على الطراز القوطي للبناء. وصمّم الزجاجيّات الفنّان الإيطالي دوليو كامبيلّوتّي، وهي مثيرة للإعجاب فعلًا لأنّها تصوِّر الحكم الذي أصدره بيلاطس على يسوع والجلد وإطلاق سراح بَرأَبَّا.
وتستضيف «كنيسة الجلد» منذ العام 1923 «المعهد البيبلي الفرنسيسكاني»، وهو مؤسسة تعليمية متخصصة في العلوم البيبلية والأثريّة المسيحية. يتولّى المعلمون فيه مسؤولية الحفاظ على المتحف وإجراء أعمال التنقيب في مواقع الأراضي المقدسة، ونشر المؤلفات.
كنيسة الحكم بالموت
أمّا «كنيسة الحكم بالموت» فتُعدّ آخِر كنيسة يُنسب تشييدها إلى القديسة هيلانة. وتتّخذ شكل مربع طول ضلعه الواحد نحو 10 أمتار، وتعلوها قبّة مدعومة بأربعة أعمدة من الرخام. وهي تمثّل المحطة الثالثة من درب الآلام حيث يُعتَقَد أنّه حُكِمَ على المسيح بالموت في هذا المكان. وقد صمّم بناء المبنى الحديث الأب ويندلين هنتركيسر في العام 1904.
هدوء يغيّب النزاعات التاريخيّة
كان دير «حبس المسيح» محط نزاعات تاريخيّة بين الديانات والإمبراطوريات المختلفة. ففي العصور الوسطى، استولى المسلمون عليه في عهد الخليفة العباسي المهدي، ولكنّ ابن هذا الأخير هارون الرشيد أعاده إلى المسيحيين. وبعد تخريب الكنيستَيْن في خلال حصار صلاح الدين الأيوبي للقدس، أعيد تشييدهما. بعدها تسلّم الرهبان الفرنسيسكان الموقع في القرن السابع عشر وأعادوا تجديده عام 1838.
ويمكن لزائر هذا الدير أن يشعر بالمعاني الروحية والتاريخية العميقة للمكان، إذ يخيّم الهدوء والسكينة على الأجواء، وتحكي الجدران قصصًا من الزمن الغابر. ولا يتّسم المحجّ بأهمية تاريخية ودينية فحسب، بل هو أيضًا رمز للتضحية والفداء بحسب الإيمان المسيحي، بخاصّة أنّه جزء لا يتجزّأ من تقليد مسيرة الآلام التي يشارك فيها المؤمنون لتذكّر معاناة المسيح وتضحيته.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
اشترك في نشرتنا الإخبارية
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته
في مدينة القدس موقع ديني وتاريخي شهير يسمّى «علّية صهيون». فهو يُعدّ المبنى الأول للكنيسة، إذ منه انطلق التبشير بالمسيحية إلى مختلف أرجاء العالم فكان شاهدًا على ولادة الكنيسة وبداية رحلة الإيمان. كما شهد أحداثًا مهمة عدة في التاريخ المسيحي.
تشتمل رحلة الآلام في القدس، والتي تجمع بين الألم العميق والأمل المنبعث من الإيمان، على قصة عظيمة تروي أحداثًا مؤثرة. قصّة تحمل في طياتها تضحية السيّد المسيح من أجل خلاص البشرية.
تقع كنيسة القديسة فيرونيكا داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس. وترتفع عند المرحلة السادسة على طريق درب الآلام الذي سار عليه المسيح عند حمله صليبه من «بيت الحكم» إلى جبل الجلجثة حيث صُلِب؛ وبالتحديد، بالقرب من كنيسة أوجاع العذراء، في المكان المعروف باسم عقبة المفتي.