وعلاوةً على ذلك، سيبلغ النائب الرسولي في فينتيان بمدينة لاوس الكاردينال لويس ماري لينغ مانغخانيخون 80 عامًا في 2024. ويليه رئيس الأساقفة الفخري لدار السلام في تنزانيا الكاردينال بوليكارب بينغو، ورئيس أساقفة بوردو الفرنسية الفخري الكاردينال جان بيير ريكارد، ورئيس أساقفة نيروبي الكينية الفخري الكاردينال جون نجوي.
وفي ضوء ما سبق، يبلغ إذًا عدد الكرادلة الناخبين الذين سمّاهم البابا فرنسيس 91 عضوًا مع نهاية العام 2024. وينخفض عدد الكرادلة الذين عيّنهم البابوات السابقون بشكلٍ ملحوظ أيضًا. وفي الواقع، إن حصل كونكلاف في ذلك الحين، فلن يشارك فيه سوى 22 كاردينالًا سمّاهم بنديكتوس السادس عشر و6 كرادلة سمّاهم يوحنا بولس الثاني.
كونكلاف شبيه بفرنسيس؟
تشير الأرقام إلى أنّ خليفة الأب الأقدس الحالي قد يأتي بِتَوَجُّه بابوي مماثل لفرنسيس. ولكن في الواقع، قد تختلف نتيجة الكونكلاف المقبل تمام الاختلاف عن التوقعات.
ففي حين يدعو البابوات عادةً إلى لقاءات لجميع الكرادلة بهدف مناقشة القضايا الرئيسة لحياة الكنيسة بين الكرادلة واستشارتهم، عقد البابا فرنسيس ثلاثة لقاءات منها فقط، طوال حبريته، نوقِشت فيها قضايا مختلفة.
فحصل اللقاء الأول عام 2014 وتلاه آخر لتعيين كرادلة جدد في سبيل مناقشة قضايا الأسرة من خلال تقرير صادر عن الكاردينال والتر كاسبر. وفي العام 2015، نوقِشَ موضوع إصلاح الكوريا الرومانية عبر تقارير مختلفة. وفي العام 2022، طلب البابا من الكرادلة أن يأخذوا في الحسبان إصلاح الكوريا المُقتَرَح بالتزامن مع الدستور الرسولي «أعلِنوا الإنجيل».
اختلفت هيكلية مداولات اللقاء الأخير عن النمط المعتاد. فاجتمع الكرادلة في مجموعات لغوية صغيرة. ولم يتمكّن جميعهم من مخاطبة الجمعية العامة. وترك كثيرون منهم وثائق مكتوبة فيها لمحة عن شكل خطاباتهم التي كانوا سيتلونها أمام الكرادلة الآخرين. وفي حين روِّجَت هذه الصيغة كمحاولة لتحسين كفاءة المداولات، إلّا أنّها ألغت لحظات تقليدية مهمة من ناحية التفاعل والتفاهم المُتَبَادَلَيْن.
هذه ليست مجرّد تفاصيل بسيطة. إذ تعطي المناقشات، في خلال اللقاءات، الكرادلة فرصةً للتعرّف إلى بعضهم بعضًا.
فعلى سبيل المثال، انطلق ترشيح الكاردينال كارول فويتيلا (يوحنا بولس الثاني) للبابوية في خلال بعض المداولات السابقة. وقد دعاه بولس السادس آنذاك إلى تقديم الرياضة الروحية للصوم الكبير للكوريا الرومانية عام 1976.
فعلى الرغم من أنّ فويتيلا كان شخصية موثوقة ومعروفة، كان حصوله على دعم زملائه الكرادلة أمرًا صعبًا في حال لم تُتَح له فرصة التعريف عن نفسه في الظروف التي حصلت يومها.
لذلك، قد يبدأ الكونكلاف المقبل حاملًا بعض الشوائب، فالكرادلة لن يكونوا على معرفة كافية ببعضهم بعضًا. وفي حين قد تُعدّ هذه نعمة إذ تُشَكَّل مجموعات ضغط تستطيع توجيه الكونكلاف في اتجاه أو آخر، لكنّها قد تؤدي، من ناحية أخرى، إلى نتيجة يصعب تقديرها. ولهذا السبب، على الرغم من تعيين البابا فرنسيس أكثر من ثلثي الكرادلة الناخبين اليوم، قد لا يختار الكونكلاف المستقبلي بابا شبيهًا بفرنسيس.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
الدستور الراعي للكونكلاف
إنّ الدستور الرسولي «راعي قطيع الربّ بأسره» الذي أصدره يوحنا بولس الثاني عام 1996، سينظّم الكونكلاف المقبل. يقول أحد نصوص هذا الدستور إنّه بدءًا من جولة الاقتراع رقم 34 (أو رقم 35، في حال حصول اقتراع يوم افتتاح الكونكلاف أيضًا)، تُعدّ الأغلبية المطلقة كافيةً لانتخاب بابا.
وقد عَدَّل بنديكتوس السادس عشر هذا البند في العام 2007 عبر إرادة رسولية «بعض التغييرات في أحكام انتخاب الحبر الروماني». فتنصّ القاعدة الجديدة على أنّه: عند وصول عدد جولات الاقتراع إلى 34 أو 35، وفي حال بلوغ «طريق مسدود»، تُجرى جولة بين الكردينالَيْن اللذَيْن حصلا على أكبر عدد من الأصوات، من دون أن يتمكّن هذان الكاردينالان من المشاركة في عمليّة الاقتراع. لكن لا يُنتَخَب بابا منهما إلا إذا حصل أحدهما على ثلثي الأصوات، بحسب ما هو مطلوب في جميع جولات الاقتراع الأخرى.
وتهدف هذه القواعد إلى الحصول على توافق واسع على البابا المُنْتَخَب. فيستطيع بالتالي أن يعتمد على دعم مجمع الكرادلة بأسره.
أيُصْلِح البابا فرنسيس قانون الكونكلاف؟
منذ فترة، تنتشر أصوات عن مشروع للبابا فرنسيس لإصلاح قواعد الكونكلاف. ومن الإصلاحات المطروحة: خفض النصاب القانوني لانتخاب البابا بدءًا من جولة الاقتراع الـ15؛ واستبعاد الكرادلة الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا من الاجتماعات العامة السابقة للكونكلاف التي يشارك فيها كلٌّ من الكرادلة الناخبين وغير الناخبين؛ ووضع هيكلية جديدة لهذه الاجتماعات العامة، بشكل شبيه بالكونسيستوار الأخير، أي تقسيم الكرادلة إلى مجموعات عمل وإسناد صياغة التقارير إلى مُشرِف.