بيروت, الاثنين 18 مارس، 2024
تحيي الكنيسة المقدّسة تذكار القديس يوسف الرامي في تواريخ مختلفة، منها 18 مارس/آذار من كلّ عام. هو رجل صالح أحبّ المسيح، واهتمّ بدفنه بعد موته.
كان يوسف الرامي رجلًا غنيًّا من بلدة الرامة اليهوديّة. عَمِلَ مستشارًا في مجمع اليهود في أورشليم. وقد انتظر هذا الرجل البارّ ملكوت الله وآمن بالمسيح حتى أصبح تلميذًا له في السرّ، من دون علم أيّ أحد، فأخفى ذلك خوفًا من اليهود. وعندما اجتمع اليهود لمحاكمة الربّ يسوع، لم يوافق يوسف على قرار صلبه.
وحين أبلغ يهوذا، التلميذ الخائن، عن مكان معلّمه، ساق اليهود الربّ يسوع في درب جلجثته المرير، وصولًا إلى صلبه. ولمّا أسلم الروح، توجّه يوسف بكلّ جرأة إلى الحاكم بيلاطس، وطلب أن يتسلّم جثمان المسيح من أجل تكفينه ودفنه. «ثمّ أنزله عن الصليب ولفّه في كتّان، ووضعه في قبرٍ حُفِرَ في الصخر لم يكن قد وُضِعَ فيه أحد» (لو 23: 53). وقد تمّ بذلك الحدث، ما جاء في سفر أشعيا: «جعل قبره مع الأشرار وضريحه مع الأغنياء مع أنّه لم يصنع عنفًا ولم يوجد في فمه مكرٌ» (أش 53: 9).
ولمّا قام الربّ يسوع من بين الأموات وصعد إلى السماء، لم يترك يوسف العذراء مريم، بل ظلّ مُرافقًا لها وللرسل الأطهار. ومن ثمّ باع كلّ ما يملك ووضع ثمنه بين أيدي الرسل في سبيل خدمة البشارة ونشرها، وكرّس ذاته بكلّيتها لكلمة المسيح. وبعد حياة مكلّلة بمحبّة المسيح والعطاء، رقد بعطر القداسة في القرن الأوّل.