بكركي, الأحد 17 مارس، 2024
أكّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أنّ «العمى الروحيّ الأخلاقيّ يظهر في الكبرياء والاستبداد والظلم والاستكبار. من هذا العمى تولد جميع الرذائل التي تخلّف النزاعات في العائلة والمجتمع، وبخاصّة في الدولة عندما يخلو المسؤولون السياسيّون من القيم الروحيّة والأخلاقيّة».
وقال الراعي في خلال ترؤسه قداس أحد شفاء الأعمى في بكركي-لبنان اليوم: «عندما شفى يسوع طيما الأعمى مانحًا عينيه المنطفئتين النظر، أراد أن يثبت لنا أنّه قادر على شفائنا من العمى الروحيّ الأخلاقي، وهو أدهى من عمى العيون. هذا العمى يُظلم العقل بالكذب والباطل، والإرادة بالشرّ، والقلب بالحقد والبغض، والضمير بخنق صوت الله في أعماق الإنسان، والحريّة بالاستعباد للأشياء والأشخاص والأهواء المنحرفة».
وتابع: «هنا مكمن الأزمة السياسيّة عندنا في لبنان، وهي تحديدًا مخالفة الدستور الذي يُعدّ في جميع دول العالم "مقدّسًا" بالمفهوم السياسيّ، بمعنى أنّه لا يُمسّ ويشكّل القاعدة والطريق الواجب سلوكها من المسؤولين السياسيّين في البلاد. كما يشكّل الضمانة للمواطنين في حقوقهم وواجباتهم الأساسيّة. الدستور هو فخر الأوطان، وملجأ المواطنين ومحطّ ثقتهم».
وتساءل الراعي: «كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، على الرغم من وضوح موادّ الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة؟ والتسبّب بنتائج هذا التعطيل بحيث يطال المجلس النيابيّ الذي يفقد صلاحيّة التشريع، ومجلس الوزراء بفقدان صلاحيّة التعيين وسواها من الصلاحيّات المختصّة برئيس الجمهوريّة دون سواه. بانتخابه تعود الثقة بالبلاد ومؤسّساتها من المواطنين أوّلًا ثمّ من الدول المتعاونة».