6. كم نحن بحاجة إلى إيمان أولئك الرجال الأربعة الذين اعتبروا أنّ المخلّع أهمّ من سقف البيت، وأنّ يسوع قادر أن يشفيه من شلله، وبعدئذٍ هم أنفسهم يصلحون السقف ويعيدونه إلى حالته الأولى. هؤلاء الرجال علّمونا أنّ كلّ شيء في الدنيا هو للإنسان، لا الإنسان لها؛ وعلّمونا كيف نضحّي بالمصالح الشخصيّة في سبيل الخير العام.
لولا إيمان هؤلاء الرجال، لما كانت آية الشفاء المزدوج لذاك المخلّع: لقد شفاه يسوع من شلله الروحيّ أي من خطاياه أوّلًا، وهذا هو الأساس في رسالته الخلاصيّة، وشفاه من شلل جسده. فظهر يسوع للعالم أنّه «طبيب الأرواح والأجساد». فلنلجأ إليه بإيمان الرجال الأربعة، ونسأله نعمة الشفاء من الشللَين.
7. في الثامن والتاسع من شهر آذار الجاري، كان احتفالان: الأوّل، يوم المرأة العالميّ، والثاني، عيد المعلّم. إنّنا نوجّه لكلّ امرأة ولكلّ معلّم، تهانينا بالعيد، مع التعبير عن الشكر لهما وأطيب التمنيات. نقول شكرًا للمرأة الزوجة والأمّ والأخت والمعلّمة والعاملة والممرّضة والموظّفة والمسؤولة في الدولة والعمل السياسيّ والمريضة والمعوّقة والمكرّسة لخدمة المحبّة؛ ونعلن تضامننا معها في كلّ ما يعود إليها من حقوق وواجبات في الكنيسة والمجتمع والدولة.
لقد أنشأنا عام 2012 في الدائرة البطريركيّة «مكتب راعويّة المرأة» الذي نشر في شهر أيلول 2023 وثيقةً بعنوان: «دعوة المرأة ورسالتها في تدبير الله وحياة الكنيسة والمجتمع». وفيها ثلاثة فصول حول: التحديات، الثوابت، السياسات والتوجّهات. نأمل أن تصل إلى مجتمعنا، ونحن نعمل لهذه الغاية.
وأنشأنا في بداية هذا العام «مكتب راعويّة الأشخاص ذوي الإعاقة» وقد بدأ نشاطاته بالتنسيق مع المؤسّسات المعنيّة بهؤلاء الأشخاص، وبتحديد إطار نشاطاتها لصالح ذوي الإعاقة.
8. وفي عيد المعلّم يسعدنا أن نحيّي كلّ معلّم ومعلّمة في مدارسنا الرسميّة والخاصّة وفي مدارسنا الكاثوليكيّة وفي المدارس المجّانيّة. ونقول لهم: أنتم نجاة لبنان من الأمّية القاتلة، وأنتم تهيّئون الأسس لدخول الجامعات، حيث بفضل المحاضرين فيها والمحاضرات يتخرّج طلّابنا بأرفع المستويات العلميّة، على ما تشهد الجامعات في العالم التي يواصلون فيها اختصاصاتهم.
كونوا على ثقة، أيّها المعلّمون والمعلّمات، أنّ الكنيسة بجانبكم، تعرف معاناتكم وتدعم مطالبكم. إنّها معنيّة بالحفاظ في آن على المدرسة والمعلّم والطالب والأهل. ونرجو أن نتجاوز الأزمة الاقتصاديّة والماليّة بالتعاون والتضامن. ومعكم نرفع الصوت إلى المسؤولين السياسيّين لكي يخرجوا من بوتقة مصالحهم الشخصيّة والفئويّة وينهضوا بالبلاد سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا. فهم أنفسهم مسؤولون عن حالة الشلل في الدولة ومؤسّساتها. فيا ليتهم يتواضعون ويقرّون بأخطائهم ويصحّحون أداءهم ليسلم لبنان واللبنانيّون!
9. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل شفائنا، وشفاء جميع الناس من الشلل الروحيّ والأخلاقيّ، ومن أجل شفاء المصابين في أجسادهم، وطبيبنا القدير واحد هو ربّنا يسوع المسيح فادي الإنسان ومخلّص العالم. له المجد والشكر مع الآب والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.