بيروت, الخميس 14 أبريل، 2022
"عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُنَّ الرَّجُلانِ: "لِمَاذَا تَبْحَثْنَ عَنِ الْحَيِّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ إِنَّهُ لَيْسَ هُنَا، َلَكِنَّهُ قَدْ قَامَ!" (لو 24: 5).
نحن، البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، نتقدّم بمعايدتنا السعيدة بعيد الفصح من القدس، مدينة القيامة المقدّسة، إلى كل من رعايانا المحليين والمسيحيين المؤمنين في كل أنحاء العالم. وكما قال الملاك للنساء اللواتي ذهبن إلى قبر المسيح ليعربن عن حزنهن: "لماذا تطلبن الحيّ بين الأموات؟ إنه ليس ههنا، لكنه قام!"
في حياته على الأرض، أعلن يسوع لمن حوله "أتيت لتكون لهم الحياة وتكون لهم وافرة" (يو 10:10). من خلال آلامه وموته وقيامته، جعل المسيح ذلك ممكنًا عن طريق تحطيم أواصر الخطيئة والموت، وفتح طريقة حياة روحيّة جديدة أمام كل المؤمنين الذين يأتون إليه. كما أكد الرسول بولس لاحقًا: "كما قام المسيح من بين الأموات بمجد الآب، هكذا نسير نحن أيضًا في جدّة الحياة" (رو 6: 4).
لكن هذه الهديّة لم تكن موجّهة إلى مجموعة صغيرة مختارة. كما أوضح الربّ القائم من بين الأموات بنفسه على الفور، كان يجب مشاركة هذا الأمل في حياة جديدة مع الجميع: عندما ظهر لتلاميذه عشيّة عيد الفصح، حيّاهم بهذه الكلمات: "السلام عليكم. كما أرسلني الآب أرسلكم "(يو 20: 21). هكذا منذ البدء، أوكل ربّنا رسله نشر رسالته في التوبة والمغفرة الإلهيّة من خلال الرجاء الذي اشتعل في قيامته من دون قلق أو خوف. ويترتّب على ذلك، تمامًا كما أن النار المقدّسة التي تنبثق كل عام من القبر الفارغ تتمّ مشاركتها مع الجموع في كل أنحاء الأرض، كذلك نحن مدعوّون لنكون شهودًا جريئين على نعمة الله المُغيِّرة في المسيح يسوع لشعب الله كلّه، بالقول والفعل.