أربيل, الخميس 7 مارس، 2024
حفلت حياة البطريرك المُصلِح «مار آبا الكبير» (540-552) بالأعمال الجليلة، في مجالات التشريعات الكنسيّة والتعليم المسيحي والليتورجيا أيضًا.
وعلى الرغم من أنّ «عظمة مار آبا تتجلّى خصوصًا بالقوانين التي سنّها للكنيسة، وبالحلول التي قدّمها للمشكلات الكثيرة التي خلقها أسلافه الجثالقة» كما يورد الأب ألبير أبونا في كتابه «تاريخ الكنيسة السريانيّة الشرقيّة»، إلا أنّ دوره في ترتيب الطقوس، وإبداع التراتيل والتسابيح الروحيّة ذات المعاني الإيمانيّة العميقة، لا يقلّ شأنًا.
وفي سياق اهتمامه بليتورجيا كنيسة المشرق «ألَّف ترتيلة شجيَّة تُنشَد في أيام الصوم الكبير بعنوان: "ممجَّد أنت يا ربّنا… اللّهم المجد لك" الواردة في "الحوذرا" (كتاب صلوات الطقس الكلداني). وينسبها الأب ألبير أبونا في كتابه "أدب اللغة الآراميّة" إلى مار آبا»، بحسب بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو.
يشرح ساكو معاني «تسبِحة الصوم الكبير» الرائعة التي يراها «موجّهة إلى الله الآب الحنّان والرحوم. إنّه الربّ والخالق، لكنّه عظيم بمحبته ورحمته الواسعة». ويستطرد موضحًا أنّ المؤمن يعترف فيها بأنّ «الله هو "سبب وجودنا ونسمة حياتنا" ما يسمح له بأن يقف أمام سرّ الله مؤمنًا منذهلًا، وليس فيلسوفًا فاحصًا ومُحلِّلًا».