بعنوان «قلوب متقدة وأقدام تسير»، أقام المكتب الوطني للمنشآت الرسولية البابوية في مصر مؤتمره السادس على مدار ثلاثة أيام في بيت الآباء الفرنسيسكان بحي المقطم-القاهرة شاركت فيه كوادر شبابيّة من أبرشيّات مختلفة.
حضر اللقاء بطريرك الأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق والسفير البابوي في البلاد المطران نيقولاس هنري.
دورة للشباب
في حديث إلى «آسي مينا»، كشف مدير المكتب الأب أندراوس فهمي أنّ المؤتمر أشبه بـ«دورة تكوينية للشباب». ويأتي اللقاء تحت رعاية «الوحدة الإرسالية» البابوية، وهي مؤسّسة فاتيكانيّة تعمل في مصر، وتهدف إلى تنشيط الروح الإرسالية والوقوف إلى جانب المسيحيين كي يكونوا واعين برسالتهم في عمل المحبة والخير أينما وجدوا.
وأشار فهمي إلى أنّ المؤتمر يحمل عنوان رسالة البابا فرنسيس في اليوم العالمي للإرساليّات للعام 2023. وغايته تناول محتوى هذه الرسالة واستخلاص الموضوعات المهمة منها وترجمتها عمليًّا مع إضفاء الخصوصية المصرية عليها.
وأضاف: «شارك في المؤتمر نحو 95 شابًّا وشابة أتوا من محافظات مصر المختلفة. وهم من كوادر الإيبارشيّات المتميّزة بشغف إرساليّ كبير». وذكر أنّ برنامج المؤتمر تضمّن شقّين: نظري وعملي.
محتوى المؤتمر
تابع فهمي: «قدّم الأب روماني فوزي موضوعًا عن "كلمة الله كغذاء". فشدّد على ألا تكون الرسالة مجرد نشاط اجتماعي بل تتغذّى وتنطلق من كلمة الله. وتطرّق إلى أهمّية تفسيرها الصحيح وكيفية استيعابها والتعامل معها». وزاد فهمي أنّ الرئيسة الإقليمية للراهبات الفرنسيسكانيات لقلب مريم الطاهر في مصر الأخت كلارا تحدثت عن خبرة حياتها الإرسالية في بقاع مختلفة، وعن الصعوبات التي واجهتها. وقد كان ذلك مؤثّرًا بالنسبة إلى الشبيبة.
وشرح فهمي أنّ المشاركين تعرّفوا إلى الحياة الإكليريكية. كما عرضت إحدى المسؤولات في كاريتاس عمل مؤسّستها وربطته بمفهوم الخلاص المسيحي. وزاد فهمي أنّه كان للإفخارستيا اهتمام خاصّ أيضًا، إذ تحدث عنه الأب بيوس فرج. فكان ذلك فرصة لترسيخ المفهوم الصحيح لهذا السرّ.
وألقى فهمي بدوره محاضرةً بعنوان «غسيل الأرجل طريق للرسالة». فبيّن من خلال نصّ غسل الأرجل الإنجيلي أنّ الخدمة لا تقوم على توجّهات اجتماعيّة بل على المحبة الكبيرة للأشخاص. وطرح في موضوعه صعوبات تلك الخدمة وسُبل مواجهتها.
خدمة المحتاجين
من أهمّ محطات المؤتمر توزّع الشبيبة للخدمة في ثمانية أماكن شملت: دارًا للمسنين ولذوي الاحتياجات الخاصة، ودارًا للكهنة المسنين، ودير راهبات الأمّ تريزا وخدمة السودانيين اللاجئين. وأوضح فهمي أنّ الغاية من ذلك «تقديم ذواتنا لهؤلاء، محاولين اكتشاف يسوع فيهم». وفسّر أنّ بعد رجوع الشبيبة، تشارَكَ الجميع خبرات غنية وجديدة بالنسبة إلى بعض منهم.