بيروت, الاثنين 4 مارس، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيسَيْن الشهيدَيْن بولس وأخته يولياني في تواريخَ مختلفة، منها 4 مارس/آذار من كلّ عام. نال هذان القديسان إكليل الشهادة حبًّا بالربّ يسوع.
كان بولس وشقيقته يولياني من مدينة عكا في فلسطين، في عهد الملك أورليانوس قيصر. وقد استعرت في تلك الأيّام نيران اضطهاد المسيحيين، إذ أصدر ذلك الحاكم الوثني الأوامر للمسيحيين بالسجود للأوثان، وتقديم الذبائح لها. وذات مرّة، وبينما كان ذلك الحاكم يمرّ في عكا، وقع نظره على بولس، ورأى إشارة الصليب محفورة على جبهته، فاستدعاه وسأله: «أما عرفت بأمري للمسيحيين؟». أجابه بولس بكلّ شجاعة ومن دون تردُّد: «نعم سمعت بالأمر، لكن أيّ عاقل من المسيحيين يترك الإله الحيّ ليكرّم أوثانكم؟!».
عندئذٍ، ثار جنون الملك عليه، وأمر جنوده بتعذيبه ظلمًا بأعنف الوسائل وأحقرها. فعلّقوه على منصّة، وضربوه بلا رحمة بسلاسل من حديد، حتى تمزّق جسده، وسالت دماؤه على الأرض. في تلك اللحظة، تقدّمت أخته يولياني بكل جرأة من الحاكم، واتّهمته بالقسوة والظلم.
فأمسكها الجنود، ونالت نصيبها من العذاب والآلام. وبدأ شقيقها يحضّها على الثبات بمحبّة المسيح وعدم الخوف، وبعد ذلك ألقوها مع أخيها في سجن مظلم. وتابع الجنود رحلة تعذيبهما، فوُضِعَتْ يولياني في أحد بيوت الدعارة، ومن ثمّ أجلسوها مع شقيقها على كرسيَّيْن من حديد، وأشعلوا النيران الملتهبة تحتهما، لكنّ فظاعة الألم لم تزعزع ثقتهما العميقة بالمسيح.