دمشق, الجمعة 1 مارس، 2024
منذ مئات السنين، تشهد الساحة الدينية وحتى المدنية نقاشًا حول الالتزام الحرفي والصارم بتشريع معيّن أو اللجوء أحيانًا إلى «روح القانون» لما فيه خير الإنسان. ألم يقل المسيح: «السبت إنما جُعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت»؟ (مر 2: 27).
عن هذا الموضوع وفي عمق زمن الصوم، تحدث بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي إلى إكليروس مدينة دمشق ورهبانها ومكرّسيها. وبما أنّ لا وجود لشريعة (بالمعنى اليهودي أو الإسلامي) في المسيحية، تناول العبسي «روح العبادة المسيحية» أي روح الصوم والصلاة والحج وغيرها من العبادات المسيحية.
بمعنى أشمل، تطرّق العبسي إلى الحياة الجديدة التي دعا إليها المسيح وتحدث عنها بولس، وهدفها أن يكون الإنسان كاملًا (كأبيه السماوي). وبيّن أنّ المسيح لم يكتفِ بحضّ الإنسان على الكمال، بل قدّم أمثلة سلوكية للوصول إلى تلك الغاية.
وكشف العبسي عن الوسيلة التي بواسطتها يمكن بلوغ ذلك الهدف؛ وتكمن في العمل بوصية المسيح «المحبة». وقدّم القديس بولس هو الآخر أمثلة عن تصرف المحبين أو الساعين إلى المحبة.