أنطلياس, الجمعة 1 مارس، 2024
مرّة جديدة تنتصر الثقافة في لبنان على جميع الأزمات المتراكمة. فعلى وقع اشتعال جبهة الحدود الجنوبيّة، انطلق المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الـ41. احتضن المهرجان، الذي تنظمه الحركة الثقافية-أنطلياس، مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس-أنطلياس، لبنان.
وأكّد رئيس الحركة الثقافيّة الأباتي أنطوان راجح في حفل الافتتاح أنّ «المهرجان فرصةٌ للتواصل الحميد، بالرؤية والإصغاء، بالسماع والنظر، باللقاء للتكلّم، لا بصيغ الفكر فحسب، بل ومن القلب، لصوغ الوحدة في صميم الفكر المتنوّع والثري».
وأضاف: «فيما تشير أصواتٌ إلى بعض تخلخلٍ وشكٍّ بين فئات مناطق وطننا، بل وتنافرٍ وتصارعٍ بين فئات كلّ منطقةٍ وكلّ بلدة؛ وفيما كلّ فئةٍ تحبّ لبنان الذي تتوهّم أنّه لها وحدها، وأقلّيةٌ تحبّ لبنان الذي هو للجميع، يطيب لي أن أشيد بمسار حركتنا الثقافيّة-أنطلياس، التي لطالما نجحت في ربط ربوعنا كافة، وسمحت بأن يعانق الواحد الآخر، على منبرها، ويروي العقل، ويسقي الرّوح. فالتواصل، في نهاية المطاف، هو هذا: المشاركة، ونسج خيوط الشركة، وبناء الجسور، لا رفع الجدران».
وأردف راجح: «نحن بحاجة ماسّة، في مجتمعنا، إلى تواصل يضرم القلوب، ويكون بلسمًا على الجروح، وينير مسيرة الإخوة والأخوات؛ تواصل يعرف كيف يشعل نار الإيمان بالوطن بدلًا من أن يحافظ على رماد هويّة ذاتيّة المرجعيّة. تواصل يكون أساسه التواضع في الإصغاء، والجرأة في الكلام، ولا يفصل أبدًا الحقيقة عن المحبّة. بذلك ننجح في أن نكون حرّاسًا، بعضنا لبعضٍ».