أربيل, الأربعاء 28 فبراير، 2024
نظّمت الكنيسة أزمنة السنة الطقسية لتساعد مؤمنيها على فهمٍ أعمق لتدبير الله الخلاصي، وحضور الربّ الدائم في حياتهم، متأمّلين في ميلاده وعماده وأعاجيبه ثم موته وقيامته. وضمّنتها فترات صوم استعداديّة تساعد المؤمنين على سلوك درب القداسة.
فهل يقتصر الصوم على زمن العبادات والصلوات حصرًا؟ وهل تصحّ المشاركة في المناسبات البهيجة التي تتخلله؟ أم أنّ في ذلك ازدراء للصوم؟
يوضح الأب بول ربّان الكاهن الكلداني المتقاعد في السويد، في حديث خاصّ إلى «آسي مينا» أنّ زمن الصوم غير مقتصر على الصيام والصلاة، «فالحياة مستمّرة ومعها حاجة الإنسان إلى الطعام والراحة. كما أنّ الصلاة والتعبّد والتَزَّهُد ليست حكرًا على زمنٍ بعينه، ولا بدّ من الاهتمام باحتياجاتنا الروحيّة، وسط مشاغل الحياة، لأننا جسدٌ وروح».
وتابع: «للجسد الفاني حاجاته الزمنيّة المحدودة الآيلة إلى الزوال، وللروح الخالدة حاجاتها المستندة إلى الإيمان والرجاء والمحبة، والمُعَبَّر عنها بالصلاة والصوم والصدقة، اقتداءً بيسوع وتنفيذًا لتعليمه؛ فنتمتَّع بفرحٍ وراحةٍ حقيقيّين عندما نشعر بأنّ حياتنا موافِقة لتعاليم المسيح التي تدعونا «صلّوا ولا تملّوا»، لأنّ الشرَّ لا يُغلَب «إلا بالصوم والصلاة».