حلب, الأربعاء 28 فبراير، 2024
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار الناسكتَين البتولتَين كورا ومارانا في 28 فبراير/شباط من كلّ عام. هما قديستان تتلمذتا على يد القديس مارون، وسارتا في دروب النسك والتخلّي عن أمجاد العالم.
بلغَتنا أخبار الناسكتَين كورا ومارانا من خلال المؤرخ تاودوريطس أسقف قورش الذي دوَّن سيرتهما، وما جاء فيها من أبعاد روحيّة، تحاكي الأعماق الإنسانيّة. ويتبيّن من السيرة أنّ كورا ومارانا كانتا من مدينة حلب، من أسرة فاضلة وشريفة. تتلمذتا على يد القديس مارون، وزهدتا بمجد العالم وقشوره.
حبست كورا ومارانا نفسيهما في حجرة ضيقة، لها نافذة صغيرة تتناولان منها الطعام الضروري للحفاظ على حياتهما. وقد عكفتا على عيش حياة الفضيلة والصلاة والتقوى، صائمتَيْن طوال أربعين يومًا، على مثال الربّ يسوع الذي صام في البرّية، وسائرَتيْن على خُطى إيليا النبي. ولم تكونا تتحدثان إلى أحد، إلّا في خلال الخمسين يومًا، أي من أحد القيامة المجيد إلى أحد العنصرة.
كانت مارانا وحدها تُكلِّم من يأتي لزيارتهما، أمّا كورا فلم يسمع أحد صوتها في حياتها كلّها. وكان لباس الناسكتَين خشنًا مثقلًا بالحديد، إلى درجة يصعب على أيّ إنسان تحمّله. حتى إنّ كورا حدبت لضعف جسمها. وفي أحد الأيّام، زارهما الأسقف تاودوريطس وسألهما نزع الحديد عنهما، فاستجابتا لطلبه.