بيروت, الثلاثاء 27 فبراير، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس تلالاوس في 27 فبراير/شباط من كلّ عام. قديس هجر أمجاد هذا العالم، وبنى لنفسه ناووسًا ضيّقًا عاش فيه عشر سنوات تكفيرًا عن خطاياه.
قرّر القديس تلالاوس، من صميم عقله وقلبه، هجرَ أمجاد هذا العالم، واختار تكريس ذاته بكلّيتها للربّ يسوع. فصعد إلى قمّة جبل عالٍ، بعيدًا عن ضجيج الناس، وأنشأ على أنقاض هيكل للأوثان كوخًا بسيطًا ليسكن فيه. ثمّ بدأ يبحث عن السُّبل التي تساعده في عيش حياة التقوى والتأمّل والسكينة. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، تسلّح بأسمى الفضائل الروحيّة. وتبنّى أعمال التوبة، مثابرًا على نمط حياة مفعمة بالتجرّد والتقشّف والزهد والصوم.
وكي يتقدّم أكثر في مسيرته الروحيّة، ويبلغ الكمال المسيحيّ الذي يصبو إليه، بنى تلالاوس لنفسه ناووسًا ضيّقًا، هو عبارة عن صندوق خشبي لا يمكنه الجلوس فيه من دون خفض رأسه حتى الركبتَين.
عاش تلالاوس في ذلك الصندوق الضيّق طوال عشر سنوات، ممجّدًا الخالق، صانع السماوات والأرض. فصبر بقوّة المسيح على المشقّات الناتجة من أسلوب عيشه، آملًا من كلّ قلبه نيل رحمة الله اللامتناهية.