أربيل, الاثنين 26 فبراير، 2024
لا خلاف على أنّ عبديشوع الصوباوي هو واحد من أبرز أعلام كنيسة المشرق. فقد قدّم في خلال القرنَين الثالث عشر والرابع عشر كثيرًا من الكتب والمؤلَّفات في مجالات كنسيّة شتى. وأشهر هذه المؤلَّفات كتاب «الجوهرة» الذي وضعه بناءً على طلب البطريرك يهبالاها الثالث المغولي (+1318) كمنهاجٍ للتعليم المسيحيّ الرسميّ في كنيسة المشرق، محافظًا فيه على التقليد المشرقيّ الأصيل.
في باب «الصوم والصلاة والصدقة»، يَعتبر الصوباوي أنّ الصوم والصلاة والرحمة هي «أسُس الفضائل الواجبة لمخافة الله لدى الذين يؤمنون بالقيامة، فيواظبون عليها على رجاء العالم العتيد»، ولكن «شرط أن تُمارس بروح الإنجيل، وليس لسبب آخر».
ويستشهد الصوباوي بقول أحد الحكماء «إنّ الصوم أفضل من كلّ اختلاء، والصلاة أفضل من كلّ عمل، أمّا الرحمة فهي تشبُّه بالله». ويصنّف الصوم في «جوهرته» في نوعَين: «الخارجي، وهو الانقطاع عن الطعام، والباطني وهو الانقطاع عن الشرور».
ويرى في الصوم، دافعًا للأغنياء «ليرحموا بعدما ذاقوا بأنفسهم مرارة الجوع والعطش وشعروا بما يعانيه الفقراء»، إلى جانب كونه «مقدِّسًا للحواس ومنزِّهًا للقوى، وهو تشبُّه بالملائكة».