أمّا وثيقة الإباحيّة والعنف في وسائل الإعلام (1989)، فتكشف عن الظاهرات الإباحيّة التي تتفشّى عبر الكتب والمجلّات والسينما والمسرح والتلفزيون وأشرطة الفيديو والدشّ والإنترنت، وتسيء إلى الشبان والفتيات والقاصرين.
5. للكنيسة تعليم مميّز عن كرامة النساء وحقوقهنّ ورسالتهنّ، لما يمثّلن في حياة البشريّة: المرأة الأمّ قابلة الكائن البشريّ وهاديته، والمرأة الزوجة معطية ذاتها لزوجها من أجل وحدة الحبّ والحياة، والمرأة العاملة المساهمة في بناء المجتمع ثقافيًّا وروحيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، والمرأة المكرّسة التي تقف ذاتها على خدمة الله وجميع الناس.
6. الإيمان عطيّة مجّانيّة من الله لكلّ إنسان، لكي يستحضره في حياته، تأتي أفعاله في إطار الحقيقة والخير والجمال. هذا الإيمان يحتاج إلى إنمائه وتغذيته بكلام الله في الكتب المقدّسة، وإلى المحافظة عليه بالصلاة والممارسة الدينيّة. تساءل الربّ يسوع ذات مرّة أمام تلاميذه: «إذا عاد ابن الإنسان، أتراه يجد إيمانًا على الأرض؟» (لو 18:8).
عندما يغيب الإيمان يكثر الشرّ. فبغيابه يُحجب وجه الله وكلامه، ويُبدلان بعبادة الذات والمصالح والشهوات، والمال، وروح الشرّ، وحبّ السيطرة والاستبداد، والاستكبار، ومخالفة وصايا الله ورسومه، وكأنّها غير موجودة. هذا هو مكمن الشرّ عندنا في لبنان: تغييب الله والحلول محلّه، يغلّبان الشرّ على الخير، والباطل على الحقّ، والظلم على العدل، والمصلحة الخاصّة على الخير العامّ، التشويه على التجميل.
هذا كلّه، مع بعض الاستثناءات حاصل عندنا على مستوى الأداء السياسيّ، والمؤسّسات الدستوريّة، والإدارات العامّة. تشويهات في مضمون الدستور وتطبيقه، تشويهات في العيش المشترك، تشويهات في ميزة الوحدة في التنوّع. ولبنان في كلّ هذه الحالات آخذ في الانهيار، والسقف ينذر بسقوطه على رؤوس الجميع. فعودوا إلى الله أنتم الذين تتسبّبون في جميع هذه التشويهات.
7. إنّ التعمّد في إطالة عمر الفراغ الرئاسي كشف نوايا المعطّلين المستفيدين منه، فبتنا نشهد انهيارًا شبه كامل في مؤسسات الدولة وإداراتها وفوضى عامة سمحت لكثيرين من المسؤولين بالتمادي والاستئثار بالسلطة إلى حدّ التسلّط والتجبّر والاستنسابية ضاربين بعرض الحائط الميثاق الوطني ونموذجيّة لبنان القائمة على التنوع في الوحدة والعيش الواحد، فأطاحوا الأصول والأصالة اللبنانية.
إنّ الاستمرار في هذا النهج المنحرف يهدد بشكل خطير الوحدة الوطنية التي نحن بأمسّ الحاجة إليها اليوم، وسلامة المجتمع اللبناني ويسيء إلى كرامة الشعب المتروك من دون رأس لدولته.
إن التمنّع والتباطؤ في انتخاب رئيس للجمهورية يشكلان مخالفة فاضحة للدستور ويحمّلان المتسببين فيها مسؤولية التفكك الحاصل والانهيار المستمر واستسهال مخالفة القوانين من قبل مسؤولين آخرين حتى باتت القوانين وجهة نظر أو لائحة مواد يمكن الاختيار منها واستنساب ما يخدم مصالحهم وشعبويتهم ويناسب محسوبياتهم وطوائفهم، حتى لو أدى ذلك إلى إدانة بريء أو تبرئة مرتكب أو ظلم موظف ذي كفاءة لا يساوم على الحق والاستعاضة عنه بآخر أقل كفاءة وموالٍ لهم، والأخطر من كلّ ذلك حين يجري الاستبدال على قاعدة دينية أو طائفية.
8. وما القول عن قضية الدوائر العقارية في جبل لبنان المقفلة منذ نحو عام ونصف! فالتأخير في اتخاذ الخطوات العملية والجدية لإعادة العمل إلى طبيعته ينذر بما هو خطير ومرفوض وسط الكلام عن بيوعات وتجاوزات حاصلة تحت جنح الظلام. فضلًا عن الخسائر الناجمة عن هذا التعطيل التي تطال خزينة الدولة وأكثر من 63 مهنة وقطاعًا. إنّنا نحمّل المعنيين بهذا الشأن مسؤولية هذا التقاعس ونطالبهم بإعادة فتح الدوائر العقارية في جبل لبنان من أجل تأمين مصالح المواطنين وعودة هذا الشريان الحيوي إلى طبيعته.
وفي مجال آخر، وبما أنّ معظم القوى السياسية متفقة على ضرورة إصلاح جهاز الجمارك نظرًا إلى أهمية دوره وإيراداته للخزينة العامة، فإنّنا نطالبها بتحمّل مسؤولياتها الوطنية وإقرار الإصلاحات الجمركية اللازمة، والحؤول دون الشغور في الملاك المحدود للضابطة الجمركية، والمباشرة بملئه عبر مباراة تراعى من خلالها الكفاءة والمناصفة.
جميع هذه المواضيع وغيرها من الإصلاح والمال والاقتصاد والإدارة تحتاج إلى انتخاب فوري لرئيس للجمهورية يتولى قطع الطريق على أي معادلات داخلية وخارجية وتسويات قد تأتي على حساب لبنان وسيادته ومصلحة شعبه.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
9. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، لكي يوقظ الله الإيمان في جميع الناس، ولا سيما في قلوب حكّام الأرض والوطن، فيسير الجميع في هديه إلى كلّ خير. فيتمجّد الثالوث القدّوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.