أربيل, السبت 24 فبراير، 2024
«ثمينٌ هو الصوم الطاهر أمام الله»… هكذا يستهلّ أفراهاط الحكيم، أحد آباء كنيسة المشرق ومعلّميها البارزين، مقالة «الصوم» في كتابه «المقالات» الذي يتناول بالشرح مواضيع عدّة كالمحبّة والصلاة والتواضع وسواها. ويكمل عن الصوم: «هو محفوظ مثل كنز في السماء».
ويرى أفراهاط أنّ الصوم «سلاحٌ أمام الشرير وترسٌ نقابل به سهام العدو»، لكنّه «لا يكون فقط بالامتناع عن الخبز والماء... فهناك من يصوم عن الخبز والماء حتى يجوع ويعطش، وهناك من يصوم ليبقى في البتولية، فيجوع ولا يأكل، ويعطش ولا يشرب، هذا الصوم هو أفضل الأصوام».
وللصوم أنواعٌ لدى أفراهاط «فهناك من يصوم ليجعل لفمه سياجًا، فلا يتفوّه بكلمات سيئة. وهناك من يصوم عن الغضب، ويمسك رغبته لئلا تقهره. وهناك من يصوم عن المقتنيات ليجرّد نفسه من عبوديتها. وهناك من يصوم عن الفراش، فلا ينام ليكون يقظًا في الصلاة. وهناك من يصوم في الضيق الحاضر عن تجارة هذا العالم، لئلا يغلبه العدو. وهناك من يصوم ليصير تائبًا. وهناك من يجمع كلّ هذا ويجعل منه صومًا واحدًا».
واعتبر أفراهاط نقاء القلب شرطًا لقبول الصوم وأنّه «أفضل على الإنسان أن ينقّي قلبه، ويحفظ لسانه، ويمنع يديه عن الشرّ»؛ إذ «لا يليق بالإنسان أن يمزج العسل بالعلقم، فإن صام إنسان عن الخبز والماء، فلا يمزج في صومه التجديف واللعنات. واحد هو باب بيتك الذي هو هيكل الله، فلا يليق بك أيّها الإنسان، أن تُخرج الزّبل والوحل من بابٍ يدخل فيه الملك».