وأوضحت بالي: «في عمر صغير، عندما بدأتُ أكتشف الحياة، برزت لديّ أسئلة هائلة. وقد أسهمَت لقاءات الأخوية ونقاشاتها والمواضيع المطروحة فيها بشكل كبير في تنمية الوعي لديّ في اتجاهَين روحي وفكري، إذا لا أراهما منفصلَين بل يكملان بعضهما بعضًا؛ فلا يمكن أن تكون غنيًّا في الفكر من دون الروح، والعكس».
أثر المكتبة الروحيّة
عن علاقتها بالمكتبة الروحية، أشارت بالي إلى أنّ أولى قراءاتها كانت من مكتبة والدها، إلا أنّها قد دعّمتها في المكتبة الروحية، فوُلِد نوع من الارتباط معها، جعلها تعمل لاحقًا ولفترة وجيزة فيها. علمًا أنّ هذه المكتبة هي واحدة من أهم مكتبات حلب، وتتبع لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك وتقع أمام كنيستها مباشرة (الملاك ميخائيل).
أمّا عن هجرتها إلى إسبانيا، مكان إقامتها الحالي وعلاقتها بكاريتاس، فقالت: «بعدما دمّرت الحرب الفندق الذي عملت فيه طوال 15 سنة تطوّعتُ في كاريتاس حلب. وما إن وصلت إسبانيا استمرت العلاقة من خلال تطوّعي في كاريتاس توليدو. وبعيدًا عن التطوّع وبصورة غير مشروطة، قدموا إليّ مساعدات كبيرة لإرساء سبُل استقراري والوقوف على قدمَي في هذا البلد الجديد. ولاحقًا، عملتُ معهم بعقد رسمي».
وأكّدت بالي أنّها رأت في هجرتها عام 2015 فرصة لعودتها إلى ذاتها وتحقيق حلمها في الكتابة بعدما أخذت الحرب منها كلّ شيء؛ لتباشر فورًا الكتابة وتصدر روايتها الأولى بعد عام من وصولها. واليوم باتت في جعبتها أربع روايات.
في ما يتعلّق برواية «خاتم سليمى»، شرحت بالي: «تبحث الرواية في ماهية الحبّ والتعلّق الكبير بشخص أو بأرض أو بتقاليد أو بانتماء. وهنا تأتي صورة حلب والتعلّق بطقوسها وثقافتها وموسيقاها وغيرها من الأمور التي نشعر بأنّنا لا نستطيع العيش من دونها. وقد تحدّثتُ عن المجتمع الحلبي المسيحي وعلاقته بالمجتمعات الأخرى؛ متى تصل هذه العلاقة إلى حدود خطيرة ومدمرة، ومتى تكون طبيعية جميلة وداعمة».