اعتراضات شائعة
لا تغيب عن هذه الظاهرة آراء مشكّكة. فيجادل بعضهم بأنّ الأجساد قد حوفِظَ عليها بشكل متعمّد أو أنّ الظروف الطبيعية هي التي أدّت إلى تجنيبها الفساد. وفي حالات معيّنة، كشفت اختبارات طبّية حديثة عن تحنيط بعض الجثامين، ولكنّ عددها محدود جدًّا بشكل لا يؤثّر على حقيقة أنّ هذه الظاهرة التي تفوق الطبيعة لا تزال موجودة.
فقد أفادت كروز في كتابها بأنّ أساليب الحفظ وحدها لا تنفي حقيقة وجود عدم تحلّل بعض الأجساد من دون تدخّل بشري. فهناك جثامين عدّة لا تفسير لعدم فسادها.
إذ ينتمي كثيرون من القديسين الذين لم يمسّ الفساد أجسادهم الراقدة إلى رهبانيات تمنع التحنيط. وقد كُشِفَ عن جثامينهم في ظروف تزيل الشكّ عن أيّ إمكانيّة تحنيط.
سبب لإعلان القداسة
في الأزمنة الغابرة من تاريخ الكنيسة، كانت ظاهرة عدم تحلّل الجثمان تُدوَّن على أنّها معجزة كافية لإعلان قداسة أيّ طوباوي. لكنّ هذا الشرط أُلغِيَ لاحقًا لأنّ عدم التحلّل ليس الدليل الوحيد على قداسة الأشخاص. لذلك صارت دعاوى القداسة تسلك طريقًا مختلفة تبدأ بتأكيد عيش الشخص الفضائل بشكل بطوليّ.
وعلى الرغم من ذلك، تبقى جثامين قدّيسين مثل شربل وإسطفان وريتا علامات صارخة على الحياة الأبديّة. وفيها يجد المؤمنون صدى قيامة يسوع المسيح وقوله في إنجيل يوحنا: «أنا القيامة والحياة من آمن بي، وإن مات، فسيحيا» (11: 25).
تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.