يسعى الإخوة المريميون في حوض البحر المتوسط إلى استكشاف أكبر لعقول الشبيبة ونفوسها، لا سيّما تلك المنضوية تحت جناحهم. لذا، يبرز حرص على تنظيم عمل مجموعاتهم بشكل أدق بما يلبي حاجات الفرد ويردم السلبيات التي قد يواجهها.
ولهذه الغاية، اجتمع أخيرًا في دير الإخوة المريميين بحلب (الوحيد في سوريا) 75 شابًا وشابة يمثلون عددًا من المجموعات المريمية، وذلك برعاية الأخ المريمي جورج سبع وحضوره. فماذا تضمّن اللقاء؟ وما أبرز مخرجاته؟
التقت «آسي مينا» الطبيبَين والقائدَين الكشفيَّين سامي سالم وكريم زكره. فأوضحا أنّ الاجتماع شمل ثلاث مجموعات؛ كشاف شمبانياه الفرير الذي يرأسانه؛ وكشاف شمبانياه جبل السيدة برئاسة القائدة ريم سيوفي؛ ومجموعة بامبو المنبثقة من مشروع «بذور»، أحد مشاريع المريمي الأزرق في حلب والمسؤول عنها بهجت عزريه؛ وهو كذلك مسؤول التنشئة في حلب ولبنان.
وأضافا: «استُهلّ اللقاء بصلاة كلّ مجموعة. وبما يتماشى مع شعار الدير لهذا العام "أنت في بيتك" تحدث الأخ سبع عن البيت المشترك الذي يحوي الجميع ويقبلهم ويجعلهم يتعرّفون إلى بعضهم بعضًا ليكونوا مرتاحين. ثم تقسّمنا إلى مجموعات صغيرة لنتعارف، خصوصًا من خلال الألعاب».
وتابعا: «جرى عرض فيديو تمهيدي يركّز على فكرة "ماذا ينتظر هذا العالم مني؟". ثمّ وُزِّع استبيان يشمل الإقليم المتوسطي الذي يضمّ حلب ولبنان (جبيل والشانفيل) وإسبانيا وإيطاليا. ويتوجّه الاستبيان إلى من هم في عمر الـ15 حتى الـ17 ويتعلق بالحماية والأمان في الدير».
وشرح سالم وزكره أنّ «أيّ منهج عمل مستقبلي سيكون منبثقًا من إجابات الاستبيان ومن مقترحات وضعتها الشبيبة. وانطلاقًا منها سيتحدّد مضمون اللقاء الإقليمي للشبيبة المريمية المزمع عقده بين 19 و23 أبريل/نيسان المقبل في لبنان (سيضمّ حلب ولبنان) وإسبانيا (سيضمّ إيطاليا وإسبانيا) بالتزامن. وسيُخصَّص فيه وقت للقاء الجميع عبر منصة زوم. وسيمثّل حلب فيه 15 شابًا وشابة جرى انتخابهم بعدما شرح عزريه ماهية اللقاء الإقليمي».
أمّا بالنسبة إلى الاقتراحات، فكشف القائدان الكشفيّان أهم محاورها وهي: التوقف عن النميمة؛ والتوعية حول التنمّر وآليات الدفاع المناسبة؛ والتعبير عن الرأي بشفافية وحرية وصراحة تامة؛ وعدم تجاهل المشكلات والإبلاغ عنها وتحديد أشخاص للتواصل في حالات الطوارئ، مع توعية الأهل والمربّين حول حقوق الطفل وبخاصة الفتيات؛ ونشاطات مع مجموعات مختلفة في الدير للتعرف إلى التنوّع؛ والمساواة والحقوق المتساوية بين الشبّان والشابات.
وختم سالم وزكره عبر «آسي مينا» بالإشارة إلى أهمية اللقاء لأنّه «عرّف أبناء الدير الواحد إلى بعضهم بعضًا؛ فصحيح أنّنا جميعًا نجتمع ونمارس نشاطاتنا في الدير عينه، لكنّ اختلاف التوقيت لطالما منع الاحتكاك بيننا».