أربيل, الأحد 18 فبراير، 2024
يدعونا دخولنا «زمن الصوم الكبير»، زمن الزهد والقطاعة، إلى التوبة والتواضع لله وطاعته والسير بحسب شرائعه والعمل بفرائضه؛ تاركين ملذّات العالم الفانية ومنقطعين للصوم والصلاة، وساعين إلى توثيق الصلة بخالقنا.
يقدّم المطران جاك إسحق دراسةً طقسية تحليليّة للسنة الطقسيّة المشرقيّة في كتابه «الصلاة الليتورجية على مدار السنة الطقسية لكنيسة المشرق الكلدانية -الآثورية». ويحاول استقراء شيء من تاريخ نشوء زمن الصوم الكبير الطقسيّ في خلال القرون المسيحيّة الأولى والعناصر التي ساهمت في تكوينه، كما نمارسه في يومنا هذا.
يرى إسحق «إعداد المؤمنين للاحتفال بعيد القيامة المجيد» أوّل تلك العناصر. فيشرح أنّ نهار الأحد كان «عيد القيامة الأسبوعيّ في القرنَين الأوّلَين»، وتواصل احتفال المسيحيّين بقيامة الربّ هكذا حتى القرن الميلادي الرابع.
الرغبة في احتفالٍ سنويٍّ متميّز بعيد القيامة والناشئة مطلع القرن الثالث، ترجمها لاحقًا مجمع نيقية (سنة 325 م) بقرار آباء الكنيسة تعيين الأحد الذي يلي بدر الربيع موعدًا للعيد، بحسب إسحق.