أدت الأحداث العالمية المتلاحقة إلى نسيان سوريا في الإعلام والذاكرة الغربية. يحدث ذلك على الرغم من استمرار مأساة شعبها والتي تعمقت بعد زلزال فبراير/شباط العام الماضي.
من هنا، ولإعادة تسليط الضوء عليها، حضر إلى مدينة حلب السكرتير العام لكاريتاس الدولية أليستر دوتن، مع ممثلين عن مؤسسات كاريتاس في أوروبا. فشاركوا في اللقاء السنوي لكاريتاس سوريا مع شركائها.
ترأس اللقاء المطران يوحنا عبدو عربش، رئيس كاريتاس سوريا، بحضور السفير البابوي في البلاد الكاردينال ماريو زيناري. استمرت الاجتماعات يومَين، وتخللها احتفال بالقداس الإلهي وزيارات ميدانية متعددة.
وللوقوف على اللقاء وعمل المؤسسة بعد مرور سنة على الزلزال، تحدثت «آسي مينا» إلى المدير التنفيذي لكاريتاس في البلاد رياض صارجي. فكشف أنّ الغاية من اللقاء عرض ما أنجزته المؤسسة في البلاد وما قدمته من مساعدات بعد الزلزال، وما رسمته من خطط مستقبلية.
وأضاف: «في المناطق المتضررة بسبب الزلزال وحدها أعدنا تأهيل 20 مدرسة حكومية. وهناك حاليًّا 320 منزلًا قيد الترميم. وقدّمنا مبالغ عينية شهرية، لمدة نصف عام، لآلاف العائلات. كذلك، لدينا مشروع طبّي في المحافظات المتضررة بعد الكارثة وهي حلب واللاذقية وطرطوس وحمص وحماه. ويشمل المشروع المساهمة المادية في العمليات الجراحية والتصوير الشعاعي والتحاليل المخبرية والتجهيزات الطبية والأدوية بما فيها أدوية أمراض السرطان».
وتابع صارجي: «أقمنا مشاريع "سبل العيش" خصوصًا في ريف اللاذقية وطرطوس وحلب. والمقصود بها تعليم الأشخاص وتزويدهم بأدوات عمل مهنتهم ومساندتهم ليؤسّسوا عملهم الخاص. بالإضافة إلى دعم المزارعين وتأمين الآلات والبذور والمواشي لهم، مع اهتمام خاص أوليناه للحرف والحرفيين».
وعن الكلمة التي ألقاها السفير البابوي في اللقاء، أشار صارجي إلى أنّ «زيناري ركّز على مستقبل سوريا، وأهمية الوجود المسيحي فيها ودعمه بجميع السُّبل من خلال إيجاد مشاريع للشبيبة المسيحية وتأمين مساكن لهم. ودعا زيناري المانحين وشركاء كاريتاس البلاد إلى مواصلة دعم هذه الأخيرة كونها تمثّل الذراع الخيريّة للكنيسة الكاثوليكية في سوريا، وبسبب تميِّزها بشفافية العمل واحترافية العاملين فيها».
وختم صارجي حديثه إلى «آسي مينا» مؤكّدًا دعم كاريتاس جميع مكونات الشعب السوري. وقال: «ليس لدينا بند في استماراتنا يحدّد دين الشخص أو مذهبه أو طائفته. نحن ندعم من هم بحاجة، بدءًا بالأكثر فقرًا، بغض النظر عن إيمانهم ومعتقدهم».
اختُتمت اليوم أعمال الجمعيّة العامة الـ22 لمنظمة كاريتاس الدوليّة في روما. على مدار ستة أيام، اجتمع نحو 400 مندوب يمثلون 162 منظمة تعمل في 200 بلد وإقليم حول العالم. وقد شارك من كاريتاس سوريا رئيسها المطران عبدو عربش ومديرها التنفيذي رياض صارجي والمحامي جورج كحّال.
سلّمت اللجنة الخيريّة المشتركة في كاريتاس سوريا مدرسة غزّة الابتدائيّة الحكوميّة، بعد انتهاء أعمال الترميم فيها، إلى مديريّة التربية في حلب لتكون في خدمة الطلّاب بدءًا من الشهر الحالي، في احتفال حضره عدد من المسؤولين على رأسهم مدير التربية في حلب مصطفى عبد الغني، فضلًا عن مؤدّي الخدمة في المشروع التعليمي الشامل وإدارة مكتب كاريتاس في حلب، ممثَّلًا بمديرها التنفيذي جورج أنطوان كحّال.