بيروت, الاثنين 12 فبراير، 2024
«الصوم فعل إيمان وارتقاء وتجرُّد من الحالة المادّية إلى مستوى الألوهة. يتَّحِد المخلوق بالخالق، فتتجلّى في الصوم أجمل صورة للحبيب والحبيبة كما عبّرَ عنه سفر نشيد الأناشيد. فهو التعبير الأسمى عن الحبّ الإلهيّ لنا، وجواب المخلوق للخالق». بهذه الكلمات شرح الأب دافيد شعيا معنى الصوم في حديث خاص إلى «آسي مينا».
شعيا راهب أنطوني ومستشار في القانون الكنسيّ وباحث في العلوم اللاهوتيّة والليتورجيّة والفلسفيّة. يطلّ اليوم ليشرح كيفيّة عيش الصوم المبارك.
حالة من العشق
فسّر شعيا أنّنا «عندما نَدْخُل في حالة من العشق، تصمت الكلمات وتسقط جميع التقديمات. ولا يبقى غير تقدمة الذات للذات. وهي الجلوس والتأمّل المتبادل بين من أُحِبّ ويحبّني. ويتّضح ذلك في مثل مريم ومرتا: "مرتا، مرتا، إنّك في همّ وارتباك بأمور كثيرة، مع أنّ الحاجة إلى أمر واحد. فقد اختارت مريم النصيب الأفضل، ولن ينزع منها" (لوقا 10: 41-42)».