بيروت, الأحد 11 فبراير، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس الشهيد كارلمبيوس في تواريخ مختلفة، منها 11 فبراير/شباط من كل عام. هو من شَهِدَ للمسيح بكلّ جرأة، حتى نال إكليل النصر لأجل اسمه.
كان كارلمبيوس كاهنًا أمينًا لكلمة الله، في مانيسيا التي تقع في آسيا الصغرى. عَملَ باستمرار من أجل نشر كلمة المسيح وحضّ أبناء رعيّته على الثبات بإيمانهم القويم. وفي تلك الأيّام، اندلعت شرارة اضطهاد المسيحيين، فذاع صيت فضائل هذا الكاهن حتى بلغت أخباره لوتيانيوس حاكم آسيا الصغرى، فأمر جنوده بالقبض عليه. ولمّا وصل كارلمبيوس إلى مقر الحاكم، حاول إجباره على السجود للأوثان، فأجابه بكلّ جرأة: «إنّنا لله وحده نركع، لا للشياطين الذين يخافون من ذكر اسمه».
عندئذٍ، بدأ ذلك الحاكم الشرير يهدِّدُه بأنّه سيُنزل به أحقر العذابات، فلم يخف، وتابع شهادته الحقّ: «ليس هناك أطيب إلى قلبي من تحمّل العذابات لأجل المسيح. أنت لا تعلم قوّة مسيحي التي لا تُقْهَر». حينئذٍ جلده الجنود بلا رحمة، وهو صابر بقوّة المسيح على آلامه، ينظر إلى الجلّادين مبتسمًا قائلًا لهم: «أشكركم يا إخوتي لأنكم جدّدتم نفسي وجسدي بتعذيبي». فَتَعَجَّبَ الجلادون من شجاعة كارلمبيوس وقدرته على احتمال هذه الأوجاع كلّها، ثمّ نظروا إلى الحاكم وقالوا: «إنّ تعذيب هذا الكاهن عارٌ عليكم وفخر له».
غضب قائدهم أمام هذا المشهد، وهجم على كارلمبيوس وبدأ يضربه بكلّ وحشيّة، حتى علقت يداه بجسد القديس جامدتَيْن. ارتعب الجلادون وكلّ من كان حاضرًا، وآمن كثيرون بالمسيح، ومن بينهم الحاكم لوتيانيوس. ولمّا عرف الإمبراطور في أنطاكيا بما حصل، ألحق أيضًا مآسي شتّى بهذا الكاهن. وأمر أخيرًا بقطع رأسه، وهكذا توِّجَ بإكليل النصر، معانقًا الفرح الأبديّ في العام 202، وصنع الربّ من خلاله معجزات لا تحصى.