ب- الانتماء إلى لبنان عبر المواطنة، لا عبر الدين.
ج- لبنان يعتمد التعدّديّة الثقافيّة والدينيّة.
د- لبنان قائم على ميثاق العيش المشترك بين المسيحيّين والمسلمين المنظّم في الدستور بحيث يتعاونون بالمساواة في الحكم والإدارة.
هـ- لبنان يقرّ جميع الحرّيات المدنيّة العامة ولا سيما حرّية المعتقد والتعبير.
بنتيجة هذه الخصوصيّات، لبنان من طبعه وطبيعته ذو نظام حياديّ إيجابيّ يعطيه دور وساطة ولقاء وحوار من أجل توطيد العدالة والسلام، وحماية حقوق الشعوب.
لا يسعنا في هذا العيد إلّا أن نذكر بصلاتنا البطاركة الموارنة الذين قادوا المسيرة التكوينيّة للبنان منذ عهد البطريرك القدّيس يوحنّا مارون وصولًا إلى إعلان دولة لبنان الكبير مع البطريرك الياس بطرس الحويّك، وخلفاؤه يحافظون حتّى يومنا على هذه الوديعة لصالح لبنان وكلّ اللبنانيّين.
أمّا اليوم فنرانا أمام عمليّة إقصاء مبرمَجة للموارنة عن الدولة بدءًا بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة، وإقفال القصر الجمهوريّ والعودة إلى ممارسة حكم الدويكا بالشكل الواضح للعيان، وغير المقبول. وما القول عن إقصائهم وسائر المسيحيّين من الوزارات والإدارات العامّة؟ والكلّ بانتهاك الدستور عبر بدعة «الضرورة» التي يعتمدها مجلس النوّاب ليشرّع عن غير حقّ، ومجلس الوزراء ليجري التعيينات وكلّ ما يفوق تصريف الأعمال العاديّة، عن غير حقّ أيضًا. ففي غياب الرئيس يُستباح الدستور كما نرى، ولا من سلطة تصلح وتوقف هذا الواقع الشواذ. فهل أصبحنا في دولة نظامها استبداديّ يحلّ محلّ النظام المعلن في مقدّمة الدستور: «أنّ لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة» (بند ج)؟.
يقولون إنّ لبنان بحاجة إلى رئيس لا يستفزّ هذا أو ذاك من الأفرقاء. فعلّق أحد المحلّلين السياسيّين كاتبًا: «واقعُ البلادِ يَستلزمُ رئيسًا لا يَستفِزُّ أحدًا، ولا يتحدّى أحدًا... لكن 1) إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَتحدّى كلَّ من يُعطِّلُ الدستورَ ويُطيحُ الميثاقَ الوطنيَّ فيَضرِبُ صيغةَ الشراكةِ والمودة.
2) إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَضعُ حدًّا لحكوماتِ الوِحدةِ الوطنيّةِ الزائفةِ ويُحيي اللُعبةَ البرلمانيّةَ في النظامِ الديمقراطيِّ اللبناني. 3) إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يرفض كلَّ سلاحٍ غيرِ شرعيٍ. 4) إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَتحدّى كلَّ من يتطاولُ على السيادةِ والاستقلالِ لئلا يُمسيَ لبنان دولةَ التبعيّة والاحتلال. 5) إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَتحدّى أولئك الَّذين يمنعون إغلاقَ الحدود السائبة بين لبنان وسوريا بقصدِ إبقاءِ علاقاتِ لبنان مع أصدقائِه منهارةً ومع أخصامِه مزدَهرة. 6) إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَتحدّى الدولَ التي تَعملُ على توطين اللاجئين الفِلسطينيّين والنازحين السوريّين. 7) إنقاذُ البلادِ يَستدعي رئيسًا يَتحدّى جميعَ الشواذاتِ المنتشرةِ في الدولةِ اللبنانيّة ومؤسّساتِها ومجتمعِها الإنسانيّ. إذا لم يَستَفِز رئيس الجمهوريّةِ الجديد جميعَ هذه الفئاتِ الخارجة على الشرعيّةِ، ويَتحَدَّ جميعَ هذه التجاوزات القاتلةِ، فسيَتحدّاه الجميعُ ويَستفِزُّونه. ليس لبنانُ بحاجةٍ إلى رئيسٍ يَستفِزُّ أو يُستَفَزُّ لئلّا نَدخلَ في دَوّامةِ صراعٍ مفتوحِ.
أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء،
نصلّي إلى الله، بشفاعة أبينا القدّيس مارون، ملتمسين منه نعمة تساعدنا على عيش مقتضيات الإنجيل مثله، وتجعل من الصلاة وسيلةً لاتحادنا بالله، ولشدّ أواصر الوحدة مع جميع الناس. له المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين».
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
كلمة ترحيب لعبد الساتر
قبل العظة، رحّب رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر بالبطريرك الراعي قائلًا: «نشكر لكم يا صاحب الغبطة والنيافة تلبيتكم دعوتنا إلى ترؤس الاحتفال بقداس عيد قديسنا مارون في كاتدرائية مار جرجس، كاتدرائية العاصمة بيروت العزيزة على قلبكم. وأرحّب بكم بين أولادكم المؤمنين الذين قدموا من مختلف أنحاء الأبرشية ليسمعوا من أبيهم كلمة الإيمان والرجاء والتشجيع، وكلمة الحقّ التي تقولونها من دون تردد ومن دون خوف على مسامع الفاسدين والمتسلّطين والمستبدين، لعلّهم يتغيّرون».
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.