بكركي, الخميس 8 فبراير، 2024
تعيش قرى حدود لبنان الجنوبيّة مرحلةً حسّاسة تفرض على أهلها خيارًا من اثنَين: إمّا النزوح إلى قرى الداخل وبيروت، أو البقاء بما توفّر من مقوّمات صمود. اختار معظم أبناء القرى المسيحيّة على طول الشريط الحدودي ترك بلداتهم خوفًا على سلامة عائلاتهم وسط الاشتباكات المتصاعدة، فيما بقيت قلّة تحرس بيوتها وممتلكاتها وتعيش باللحم الحيّ.
في خضمّ المواجهات المتصاعدة، ووسط صرخات أبناء تلك القرى المسيحيّة، تدخّلت بكركي من خلال مؤسّساتها لدعم الأهالي الباقين هناك، بإيعاز من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي. تلك المساعدات التي تضمن بقاءهم في أرضهم لا تضمن في المقابل بقاءهم على قيد الحياة مع توسّع رقعة الاشتباكات والقصف.
أمام هذا الواقع القاسي، يبحث كثيرون من أبناء الشريط الحدودي عن دعمٍ معنويّ، أو ربّما متنفّس ليعبّروا عن حقيقة الظروف التي يعيشونها بسبب تلك الحرب التي لا تلوح نهايتها في أفقٍ قريب. ومن بين تلك التعبيرات «الصامتة»، رسالة وصلت إلى بكركي أخيرًا فلم يتردّد سيّد الصرح في قراءتها ضمن إحدى عظاته. هي نوعٌ من الشكوى لله أوّلًا ولرأس الكنيسة المارونيّة ثانيًا. رسالة لم تُعلَن هُويّة كابتها أو كتّابها ولكنّ مضمونها يقول كلّ شيء.
قبل قراءته الرسالة بحرفيّتها، أكّد الراعي أنّ «أهالي القرى الحدوديّة في الجنوب أعربوا لنا عن وجعهم لتخلّي الدولة عنهم وعن واجباتها ومسؤوليّاتها تجاههم. فهم بكبارهم وصغارهم يعيشون وطأة الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم إذ يعتبرون أن لا شأن للبنان واللبنانيّين بها».