بيروت, الاثنين 5 فبراير، 2024
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة الشهيدة آغاثا في 5 فبراير/شباط من كل عام. هي من احتَقَرَت مجد العالم وكرَّسَت ذاتها بكلّيتها للمسيح حتى تُوّجت بإكليل المجد لأجل اسمه.
أبصرت آغاثا النور في إيطاليا في الربع الأوّل من القرن الثالث. كانت فتاة جميلة جدًّا وثريّة، إلّا أنّها احتَقَرَت مجد العالم، وكرَّسَت ذاتها بكلّيتها للمسيح. وحين وصلت أخبارها إلى القنصل الروماني كونتيانوس المعروف بشرّه وفسقه، أخذ يتقرّب منها ورغب في الزواج بها، لكنّها رفضته، مناجيةً عريسها السماويّ بصلاتها: «يا ربّ، أنتَ ترى قلبي وتعرف اشتياقي. أنت تملكني بكلّيتي. أنا من خرافك، اجعلني أهلًا لأن أغلب الشيطان».
وحين اشتعلت نيران اضطهاد المسيحيين، وجد الحاكم في ذلك فرصته للنيل من آغاثا، فأرسلها إلى بيتٍ للدعارة، كانت تملكه امرأة شريرة اسمها أفردوسيا. عَمِلَت على إزعاج تلك البتول بعباراتها السيّئة، وكانت آغاثا تجيبها: «إنّني أحسب أنّ لسانك هو لسان الشيطان الساكن في قلبك لا لسان امرأة». وبعد مرور شهر على تحمُّلِها الأحزان توجّهت أفردوسيا إلى الحاكم، وأخبرته عن تجذُّر آغاثا بإيمانها القويم.
حينئذٍ غَضِبَ الحاكم واستدعاها إلى مجلسه، ظنًّا منه أنّه سيتمكّن منها هذه المرّة، إلّا أنّ آغاثا ظلّت بقوّة المسيح ثابتة في موقفها، فأمر بقطع ثدييها، ووضِعَت بعدها في السجن من دون علاج أو طعام. فظهر لها القديس بطرس في منتصف الليل، وشفاها من مرارة أوجاعها، باسم الربّ يسوع. ثمّ سطع نور عظيم في السجن، حتى ارتعب الحرّاس فهربوا مسرعين. لمّا عرف الحاكم بشفائها، سيطرت على عقله موجة من الغضب الشديد، وأمر بأن تُرمى في النيران الملتهبة حتى تحترق. وكانت آغاثا متسلّحةً بالصبر إلى أن تُوّجت بإكليل المجد الأبديّ عام 251.