ثمّ ذكّر بقول بولس الرسول: «اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم». وأضاف البابا: «من المهم أن يُحَلّ كلّ شيء فورًا، قبل غروب الشمس. فإذا وُلد سوء فهم في خلال النهار، ولم يعد بإمكان شخصَين أن يتفهّما بعضهما بعضًا، فيحصل تباعد مفاجئ بينهما، لا يجب أن يُقضى الليل مع الشيطان. فالرذيلة تبقينا مستيقظين في الظلام، نعيد التفكير في أسباب غضبنا والأخطاء التي لا نتحمّل مسؤوليّتها بل هي مسؤوليّة الآخرين».
التمرّن على فنّ الغفران
شدّد الأب الأقدس على أهمّية الغفران إذ لا يمكن للبشر أن يعيشوا معًا إذا لم يتمرّنوا على فنّ الغفران. وأشار إلى أنّ ما يتناقض مع الغضب هو اللطف والتسامح والوداعة والصبر. واقترح تفريغ الغضب بالطريقة الصحيحة. فرأى أنّ الشخص إن لم يغضب أبدًا وبخاصة أمام الظلم أو بتململ في أحشائه أمام قمع ضعيف، فهذا يعني أنّه ليس إنسانًا أو حتّى مسيحيًّا.
وفسّر الحبر الأعظم أنّ هناك غضبًا مقدّسًا وهو لا يمكن وصفه بالغضب، على حد تعبيره، بل بشعور داخلي. وقد عرف يسوع مرّات عدّة هذا الشعور لكنّه لم يردّ أبدًا على الشرّ بالشرّ. فمثلًا شعر يسوع هكذا مع تجّار الهيكل فأقدم على عمل قوي ونبوي، ليس بدافع من الغضب، ولكن من الغيرة على بيت الربّ. وفي ختام كلمته، أردف فرنسيس: «علينا وبمساعدة الروح القدس، إيجاد التوازن الصحيح للعواطف وتربيتها حتّى تتوق إلى الخير».
ضحايا الحروب وفظاعتها
قبل نهاية المقابلة العامة، أعلن البابا أنّ إيطاليا تحتفل غدًا باليوم الوطني لضحايا الحرب المدنيّين. فتوقّف عند ضحايا حربَي أوكرانيا وغزّة. واعتبر أنّ الحروب تدمّم كوكب الأرض. وتمنّى أن تصل صرخة المتألّمين إزاء الحروب قلوب الأمم وتُطلِق مشاريع سلام. وسأل الحاضرين أن يطلبوا السلام من الربّ مندّدًا بفظاعة الحرب.