أربيل, الاثنين 29 يناير، 2024
من منظور الكنيسة الكاثوليكيّة، يناقض الطلاق الطبيعة السرّية للزواج المسيحي القائمة على ديمومة الرباط الزوجي، وفق مبدأ «ما جمعه الله لا يفرّقه الإنسان» وبالتالي عدم إمكانيّة حلّ رباط زواجٍ قائم.
وفي هذا الصدد، شرح الخورأسقف نهاد القس موسى القاضي في المحكمة الكنسيّة الموحدة في عنكاوا-أربيل، العراق، في حوارٍ خاص مع «آسي مينا»، أنّ مفهوم إعلان «بطلان زواجٍ» ما، محدّد في الشرع العام للكنيسة الغربيّة اللاتينيّة وعلى مثالها للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة. وهو متعلّق في الأساس بفعل الرضى وعناصره الجوهرية، وبالإجراءات الشكليّة القانونيّة وبالموانع الكنسية، سواء سبقت فعل الرضى أم رافقته أم طرأت عليه بعد الزواج.
وأوضح أنّ إعلان «بطلان الزواج» للأسباب التي سيأتي ذكرها، لا يمسّ البتّة بمبدأ عدم انحلال الزواج. وأضاف: «إلا أنّ افتراض وجود عيب أو خلل في الرضى الزوجيّ، أو في الصيغة القانونية منذ البدء، يجعل عقد الزواج باطلًا من الأساس، وهذا ما يجيز للمحكمة الكنسيّة المختصة النظر في الطلب القانوني المقدَّم من المدَّعي وفقًا للأصول والأحكام الكنسيّة قبل أن تتوصل إلى إعلان بطلان الزواج».
وأكّد القس موسى أنّ الكنيسة ليست لها سلطة إعلان بطلان زواج قائم، إنّما «تعلن عبر المحكمة الكنسيّة المختصّة، أنّ الزواج لم يكن صحيحًا منذ البداية لأسباب محدّدة، أي أنّ العقد لم يتمّ في الأساس وفق الشروط المطلوبة».