بيروت, الأحد 28 يناير، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس أفرام السرياني ملفان البيعة في تواريخ مختلفة، منها 28 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. هو رجل التواضع والوداعة ومنارة الإيمان الحقّ.
ولِدَ أفرام في مدينة نصيبين، إحدى مدن ما بين النهرين، في مطلع القرن الرابع. ترعرع في أسرة مسيحيّة، ربّته على حبّ الفضيلة. اهتمّ بقراءة الكتاب المقدس، لدرجة أنّه أغنى كتاباته بكلمة الحياة، وأصبح شاعرًا ملهمًا ومنارةً للإيمان الحقّ. وكانت لمريم العذراء مكانة متميزة في حياته، فخصَّها بأناشيد كثيرة، معبّرًا من خلالها عن مدى محبّته وإكرامه لها. وقد تَتَلْمَذَ على يد القديس يعقوب أسقف نصيبين، فرسمه شمّاسًا وسعى باستمرار إلى تجسيد التواضع والوداعة في كلّ حياته وأعماله الصالحة.
تسلَّمَ أفرام رسالة التعليم في مدرسة نصيبين، فعُرف بالشارح والمربّي، وعلّم تلاميذه بأسلوب ممتع ومباشر جوهر الإيمان الحقّ وركائز الأخلاق المسيحيّة، وتتلمذ على يده مشاهير علماء السريان. فازدهرت مدرسة نصيبين في عهده. وحين سقطت مدينة نصيبين على يد شابور الثاني عام 363، انتقل أفرام مع جمع غفير إلى مدينة الرها، وتابع هناك جهاده في سبيل رسالته التعليميّة، فتمكّن من بلوغ التفوّق عينه. وحصد بفضل سيرته النقيّة، ألقابًا عدّة، فهو «قيثارة الروح القدس» و«شمس السريان».
وحين حدثت مجاعة في تلك المدينة، تولّى أفرام عملية جمع التبرعات لمساعدة المعوزين. وبعدها انتشر وباء الطاعون الذي أدّى إلى موت كثيرين، فاهتمّ مار أفرام بدفنهم. ومن ثمّ أُصيبَ بالمرض بسبب تعبه الشديد، عندئذٍ أوصى تلاميذه بدفنه في مقابر الغُرباء بثوبه الرهباني العتيق، وتوزيع الأموال التي ستُجْمَع في دفنه على الفقراء. وأخيرًا، رقد أفرام بسلام في العام 373، تاركًا مؤلفات عدّة. أعلنه البابا بنديكتوس الخامس عشر ملفان الكنيسة الجامعة عام 1920.