العالم, السبت 27 يناير، 2024
انطلاقًا من القرن الرابع وصولًا إلى الثامن عشر، ارتبطت الأديان ومذاهبها بشدة بحياة الناس وسياسات الدول، وكذلك بمختلف أنواع العلوم كعلم الفلك. فالتقويم المتّبع اليوم في جميع دول العالم ليس إلا نتاج الكنيسة الكاثوليكية قرارًا وصنعًا، ومدماكه تحديد أيام شهر فبراير/شباط، أي تحديد السنة الكبيسة، وسنتنا الحالية (2024) منها. فكيف حدث ذلك؟
بدأ مفهوم السنة الكبيسة مع إصلاح يوليوس قيصر تقويم جمهوريته الرومانية، أولًا من خلال جعل السنة 12 شهرًا بدلًا من 10؛ تبدأ من مارس/آذار ولا تنتهي في آخر ديسمبر/كانون الأول كما كان مُتّبعًا، بل مع نهاية فبراير/شباط الذي أصبح الشهر الأخير الحاوي بقيّة الأيام، فجاء ناقصًا. ومع اعتماد السنة بـ365 يومًا وربع اليوم، كان لا بدّ من إضافة يومٍ واحدٍ كلّ 4 سنوات إلى شهر فبراير/شباط.
الإصلاح الغريغوريّ
في القرن السادس عشر بدأ كثيرون من الناس يتنبّهون إلى أنّ الاعتدال الربيعي (المهم زراعيًّا وكذلك في تحديد عيد القيامة) يسبق موعده الأصلي. كما عَرف بعض العلماء ورجال الكنيسة الكاثوليكية أنّ السنة المدارية أقل من 365 يومًا وربع اليوم. لذلك حضّ مجمع العام 1511 ومن ثمّ مجمع ترنت عام 1563 البابا على التحرك وإجراء التصحيح.