بيروت, الخميس 25 يناير، 2024
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار إيمان القديس بولس واعتماده في 25 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. هو من تحوّل من مُضطهِد للمسيحيين إلى مبشِّر بكلمة الربّ يسوع حتى الاستشهاد.
بولس الرسول، هو شاول، يهوديّ الأصل، من سبط بنيامين، وقد عُرِفَ باضطهاده الشديد للمسيحيين، ورأى استشهاد القديس إسطفانوس، أوّل الشهداء (أعمال الرسل 22: 20). وفي أحد الأيام، وبينما كان شاول ذاهبًا إلى دمشق حاملًا رسائل رؤساء اليهود لاضطهاد المسيحيين، «سطع بغتةً من حوله نور من السماء حتى سقط أرضًا، وسمع صوتًا يقول له: شاول، شاول! لماذا تضطهدني؟» (أعمال الرسل 9: 3-4). عندئذٍ، أحسّ شاول بالرعب لأنّه لم يفهم ماذا يحدث معه، لكنه بعدها أدرك الأمر، وتجلّى له بوضوح أنّ المسيح الذي يضطهده هو الملك الموعود به، هو من صُلِبَ ومات وقام من بين الأموات.
وبعد ذلك المشهد، نهض عن الأرض، وفعل كما أمره المسيح، لكنّه اكتشف أنّه لم يعد يبصر شيئًا، فاقتاده مرافقوه بيده وأدخلوه إلى دمشق. مرَّت ثلاثة أيام وهو على تلك الحالة، لا يبصر ولا يأكل ولا يشرب إلى أن أتى إليه حنانيا بأمر من المسيح، ووضع يديه عليه، قائلًا: «يا أخي شاول، أرسلَني إليك الربّ يسوع الذي ظهر لك وأنت في الطريق التي جئت منها حتى يعود البصر إليك وتمتلئ من الروح القدس» (أعمال الرسل 9: 17).
وهكذا أبصر بولس من جديد، ونال سرّ العماد على يدي حنانيا، وتحوّلت حياته من مضطهِد للمسيحيين إلى أعظم مبشِّر في كنيسة الربّ، حتى إنّه سفك دمه حبًّا بالمسيح، وجاهر بذلك، قائلًا: «لأنّني أنا أحقر الرسل ولستُ أهلًا لأن أُدْعَى رسولًا لأنّني اضطهدتُ كنيسة الله، لكنّني بنعمته صرتُ على ما أنا عليه ونعمته التي فيَّ لم تكن باطلة، بل تعبتُ أكثر من جميعهم. ولكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي» (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 9-10).