أربيل, الاثنين 22 يناير، 2024
تحتفي كنيسة المشرق بأزمنة مخصّصة للصوم والصلوات تسمى «الباعوثا-التضرّع». يذكر تاريخنا الكنسي ثلاثًا منها تقع في أزمنةٍ متقاربة، بعد عيد الميلاد وقبل الصوم الكبير. وفيما اندثرت الأوليان «باعوثا مار زيعا» و«باعوثا العذارى»، لا تزال «باعوثا نينوى» أكثرها شهرةً ودوامًا.
بحسب التقويم الطقسي للكنيسة الكلدانية، يقع صوم باعوثا نينوى بعد الأحد الخامس من الدنح أو ثلاثة أسابيع قبل الصوم الكبير، ومدّته ثلاثة أيّام (من الاثنين إلى الأربعاء)، ويكون بالانقطاع عن الزفَرَين، والاكتفاء بالطعام النباتي والصيام حتى الظهر. وهناك من يصوم أيام الباعوثا الثلاثة بلياليها ولا يذوق الطعام إلّا بعد القدّاس الاحتفالي ليومها الثالث، وربما حتى صباح الخميس.
قد يكون أهل نينوى اليوم أكثر الملتزمين بصومها، اقتداءً بتوبة أجدادهم في إثر كرازة يونان، بحسب العهد القديم، ونيلهم غفران الله. ولكنّ اعتقادَنا بأنَّ توبة أهل نينوى أكسبَتهم غفران الله قد لا يكون صحيحًا «فالله هو الذي بادر وأرسل يونان النبي إلى أهل نينوى برسالة الرحمة، ودعاهم للعودة إليه لأنه إله رحوم، ورحمته تسبق غفرانه، وغفرانه يسبق توبتهم وتوبتنا، وتوبتنا ليست إلّا جواب شكرٍ لغفرانه» بحسب الأخت فيليب قرما من رهبنة بنات مريم الكلدانيات.
وضمن سياق الدعوة إلى التوبة، يورد كتاب «رتبة باعوثا نينوى ويونان نموذج للتوبة» للبطريرك الكلداني الكاردينال لويس ساكو صلواتٍ مقتبسة من ميامر آباء الكنيسة وأشعارهم كمار أفرام ومار نرساي، تلهج الألسن بترتيلها في أيّام الباعوثا.