بيروت, الثلاثاء 12 أبريل، 2022
الألم في المسيحيّة لا يُحدّ بالصليب، علامة انتصار المسيح على الموت، بل يتحوّل إلى وثبة نحو القيامة بعد اقترانه بالسرّ الفصحي.
"إن صليب المسيح يلقي على الأخصّ نورًا خلاصيًّا ساطعًا في حياة الإنسان وفي ألمه لأنه ينفذ إليه عبر الإيمان، وفي الوقت عينه، عبر القيامة: إن سرّ الآلام يكمن في السرّ الفصحي، وشهود آلام المسيح هم شهود قيامته. وهذا ما كتبه القديس بولس: "أعرف يسوع وقوّة قيامته، وأشترك في آلامه، وأتشبّه بموته، لعلّي أستطيع بلوغ القيامة من بين الأموات". بهذه الكلمات، تحدّث البابا يوحنا بولس الثاني عن الصليب وسرّ الآلام والفصح في رسالة "الألم الخلاصي" (1984).
البابا يوحنا بولس الثاني وثمن الفداء
في سياق متصل، تناول البابا يوحنا بولس الثاني في الرسالة عينها ثمن فداء البشريّة، مردفًا: "إن الاشتراك في آلام المسيح هو، في الوقت عينه، آلام من أجل ملكوت الله. وفي عين الله العادل وأمام قضائه، يصبح جميع الذين يشتركون في آلام المسيح، أهلًا لهذا الملكوت. وهم يدفعون نوعًا ما، بما يقاسون من شدائد، ثمن آلام المسيح وموته، وهو ثمن فدائنا الذي لا حدّ له: وبهذا الثمن يتوطّد مجدّدًا ملكوت الله في تاريخ الإنسان، ويضحي أقصى ما يتطلّع إليه في حياته على الأرض. لقد أدخلنا المسيح بآلامه في هذا الملكوت، والذين يغمرهم سرّ فداء المسيح، يصبحون ناضجين للعمل على بنائه".