بيروت, الخميس 18 يناير، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس كيرلس بطريرك الإسكندريّة في تواريخ مختلفة، منها 18 يناير/كانون الثاني من كل عام. هو من دافع عن إيمانه المسيحيّ، فكان مثالًا للراعي الصالح الذي أدار رعيّته بكلّ حكمة وأمانة وغيرة.
ولِدَ كيرلس في الإسكندريّة قرابة العام 376. ترعرع في أحضان خاله البطريرك تاوفلوس الذي حصّنه بأسمى الفضائل الروحيّة. كما تلقّى ثقافة واسعة في مختلف العلوم، واهتمّ بدراسة الكتب المقدّسة وأقوال الآباء وسيرهم. ثمّ تميّز بموهبة حفظ الألحان الكنسيّة وتردادها. وأصدر كتابًا حول حقيقة الديانة المسيحيّة ضدّ إلحاد الإمبراطور الروماني يوليانوس الجاحد. وحين رسمه خاله كاهنًا، كان يعظ الناس ويحضّهم على التمسك بوديعة الإيمان الحقّ.
ولمّا مات خاله، انتُخِبَ كيرلس مكانه بطريركًا على الإسكندريّة، فكان مثالًا للراعي الصالح الذي أدار رعيّته بكلّ حكمة وأمانة وغيرة. وبرز حضوره بشكل لافت في دفاعه عن العقيدة الكاثوليكيّة الصحيحة ضدّ البدعة النسطوريّة. وفي العام 431، عُقِدَ المجمع المسكوني في أفسس برئاسته، بأمر من البابا سيلستينوس والملك تاودوسيوس. جرّد المجمع يومها مؤسّس البدعة النسطوريّة من الكهنوت، وأثبت أنّ المسيح إله وأنّ مريم العذراء «والدة الإله».
سعى البطريرك كيرلس إلى الحدّ من انتشار الوثنيّة وحصرها في بلدة مانوتا، ونجح في جعل عبدة الأوثان فيها يعتنقون الديانة المسيحيّة وينالون سرّ العماد المقدس. وكان كيرلس يشجّع الناس باستمرار على التجذّر في محبّة المسيح وعيش السلام. كما قدّم كلّ الدعم والعطف للفقراء والمساكين. وأخيرًا رقد بعطر القداسة في العام 444، تاركًا مجموعة من المؤلفات التي تُعدّ من المصادر الأولى لتاريخ العقيدة والتعليم الكنسي.