بيروت, السبت 13 يناير، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس يعقوب أسقف نصيبين في تواريخ مختلفة، منها 13 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. هو رجل العطاء والنسك والتقشّف والتقوى، وهو من تمسّك بوديعة الإيمان حتى الرمق الأخير.
ولِدَ يعقوب في مدينة نصيبين، إحدى مدن ما بين النهرين. ومنذ حداثة سنّه، حصّن ذاته بالتقوى وأسمى الفضائل الروحيّة، وتعلّم كيفيّة محبّة الفقراء والمساكين. كما سطع نجمه في مجال دراسة العلوم. ثمّ عاش حياة الزهد والتقشف والصوم، ولم يكن طعامه غير نبات الأرض وشرابه الماء، لذلك كان نحيفًا جدًّا.
وكانت ثيابه متواضعة، فارتدى مسحًا من الشعر يتّقي بها حرّ الصيف وبرد الشتاء. واهتمّ بشكل أساسي بتعزية الحزانى وزيارة المرضى وتقديم العناية للأرامل والأيتام، فذاع صيت قداسته بقوّة مِن حوله.
ولمّا تُوفِّي أسقف نصيبين، انتخبه الإكليروس والشعب أسقفًا عليهم. فأدار كنيسة المسيح بكلّ أمانة وغيرة رسوليّة، متمسّكًا بوديعة الإيمان وأسمى النِّعم الروحيّة. كما شارك في مجمع نيقية عام 325، وتميّز بدفاعه القويم عن المعتقد الكاثوليكي. وقد تتلمذ على يده القديس أفرام السرياني، وأعاد بناء كنيسة نصيبين، وبنى أيضًا مدرسة أخرى، موليًا مسؤوليّة إدارتها إلى مار أفرام الذي لازمه وكتب عنه.