وفي هذا الإطار، شرح فرنانديز في كتابه: «تُظهر لنا شهادات المتصوّفين أنّ العلاقة مع الله يمكن أن تعود بالفائدة للإنسان بدءًا من المستوى الشهواني حتّى ذلك الجنسي».
ولطالما أعطت الكنيسة الكاثوليكية موضوع العلاقات الجنسية البشرية والحميمية مع الله مساحةً كبرى. فتشكّل أعمال القديس يوحنا بولس الثاني عن لاهوت الجسد مثالًا واضحًا عن ذلك، على سبيل المثال.
تجربة حبّ مع يسوع
لكنّ عمل فرنانديز مختلف بوصفه البياني وتركيزه على المتعة الجنسية بأنّها ليست مجرّد رمز للاتحاد الإلهي، بل مكوّنة له، وبخاصّة في الفصول الأخيرة من العمل. وَصفُ فرنانديز لـ«تجربة حبّ ولقاء حميمي مع يسوع، أخبرتني عنه فتاة في سنّ السادسة عشرة»، يأتي في الفصل السادس من الكتاب حيث عبارة: «هلمّي يا جميلتي!».
وتدور أحداث الفقرة حول لقاء مع المسيح على بحيرة الجليل، بينما يسبح ويستلقي على الرمال. ويلي تلك الأحداث وصف مطوّل عن تقبيل المسيح ومداعبة جسده من الرأس حتّى أخمص القدمين. وتُظَهَّر العذراء مريم في المشهد على أنّها حاضرة تبدي موافقتها على اللقاء.
النشوة البشريّة ومركز المحبّة
أمّا الجزء النهائي من الكتاب، فيركّز على النشوة البشرية وارتباطها بالحميمية الإلهية. ولا يغيب عن تلك الفقرات وصف استفزازي مفصّل.
فعلى سبيل المثال، في فصل «نشوة الذكر والأنثى»، يقدّم فرنانديز وصفًا مفصّلًا وشاملًا للجماع. ويقيّم اختلاف التفضيلات بين الذكور والإناث واختباراتهم للنشوة.
ومع ذلك، يختتم فرنانديز قائلًا: «في التجربة الروحية، يلامس الله مركز المحبة والمتعة الأكثر حميميّة، وهناك لا فارق إن كان رجلًا أم امرأة».
القدّيسون والنشوة
في فصل «الطريق إلى النشوة»، يبدو أنّ فرنانديز يقترح أنّ القديسين عاشوا متعة جنسية في اتحاداتهم الروحية بالله.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
«بدأ بعض القديسين بعيش اختبارات حميميّة مع الله بعد اهتدائهم أو في خلاله. بينما عاش آخرون، مثل القديسة تريزا الأفيليّة، هذه الاختبارات بعد سنوات عدة من الجفاف الروحي. أمّا القديسة تريزا الطفل يسوع، فلم تختبر هذه التجربة "الحسّية" مع الرّب على الرغم من أنها شعرت بحبّه الدافئ. فهي حقّقت فرحًا غامرًا وشغفًا فقط عند لحظة وفاتها، إذ تجلّى وجهها ولفظت كلماتها الأخيرة: "أحبك إلهي، أحبك!"».
المثليّة الجنسية وتعايُش النعمة والخطيئة
تناول الكاردينال أيضًا العلاقات الجنسية بين الأشخاص من الجنس عينه. فبعدما كتب: «اختبار الحبّ الإلهي لا يعني بالضرورة أن يتوقف شخص مثليّ الجنس عن ممارسة العلاقات المثلية، على سبيل المثال»، أضاف: «يمكن لنعمة الله أن تتعايش مع الضعف وحتّى مع الخطايا، عندما توجد ظروف قاهرة. وفي تلك الحالات، يستطيع الشخص أن يُقدِم على أفعال هي خطيئة موضوعيًّا، من دون أن يقترف ذنبًا. فلا يفقد نعمة الله أو اختبار محبته».
وبعد التفكير في كيفية «بلوغ نوع من النشوة في علاقتنا مع الله»، دوّن الكاردينال في فصل «الله في نشوة الزوجَيْن» أنّه يمكن للربّ أن يكون حاضرًا «عندما يحبّ شخصان بعضهما بعضًا ويصلان إلى النشوة. فهذه الأخيرة، عندما تُختبر في حضرة الله، يمكن أن تُعدّ أيضًا عملًا ساميًا لعبادته». وإذ أشار فرنانديز إلى مصطلح «الزوج» في وصفه للعلاقات الجنسية، قليلًا ما ذكر بوضوح الزواج المعترف به، الذي تعدّه الكنيسة السياق الوحيد للعلاقات الجنسية المشروعة.
أنانيّة الاستمناء
في فقرة أخرى، دان رئيس دائرة عقيدة الإيمان الاستمناء واعتبره تصرّفًا أنانيًّا. ولكنّه وصف العلاقات الجنسية الأصيلة بشكل غامض وقال إنّها «منفتحة على الآخرين»، من دون وضع هذا الانفتاح ضمن إطار إعطاء حياة جديدة.