القدس, الثلاثاء 9 يناير، 2024
في العام 1949، أوعز البابا بيوس الثاني عشر بتأسيس البعثة البابوية لفلسطين، وهي وكالة خاصة للإغاثة والتنمية في الشرق الأوسط، بهدف تقديم المساعدة الإنسانية والروحية للشعب الفلسطيني المتألّم بعد حرب العام 1948. ومنذ ذلك الحين، تواصل البعثة مهمتها في دعم الجماعة المسيحية والمجتمعات المحتاجة الأخرى في الأراضي المقدّسة، بالتعاون مع الكنائس المحلية والمؤسسات الكاثوليكية والمنظمات الدولية.
ومع اندلاع الحرب الأخيرة في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ووسط الوضع الكارثي، كانت البعثة البابوية من بين أولى المؤسسات التي قدمت المساعدات الطارئة للمتضررين، وبخاصة العائلات المسيحية التي لجأت إلى الكنائس للحماية.
وفي هذا الإطار، يقول جوزيف حزبون، المدير الإقليمي للبعثة البابوية في القدس عبر «آسي مينا»: «تواصلنا مع شركائنا في غزة للاطمئنان إليهم. وتبيّن أنّ معظم العائلات المسيحية لجأت إلى الكنيسة الأرثوذكسية (نحو 430 شخصًا) وكنيسة العائلة المقدسة للاتين (نحو 570 شخصًا)، وذلك بسبب القصف الذي طال أيضًا أحياء يسكنها المسيحيون».
وأشار حزبون إلى أنّ «الأولوية كانت منذ اللحظة الأولى توفير أطنان من المياه المعدنية بسبب عدم وجود مياه صالحة للشرب، ومواد تموينية تكفي لقرابة 900 شخص لجأوا إلى الكنيسة من دون سابق إنذار. وكنا بحاجة إلى مؤسسة تضمن توفير المال اللازم وتحمّل المسؤولية، إذ لم يكن في حوزتنا دولار واحد للمساعدات الطارئة».