أربيل, الأحد 7 يناير، 2024
في عالمٍ مليءٍ بالتحديات والتوازنات، تبرز شخصيات تمتلك فرادة الروح وقوة العطاء. هي حال روز ميري، التي أوجدت توازنًا بين خدمتها الروحية كراهبة عراقية كاثوليكية واختصاصها في طب الأطفال وحديثي الولادة.
برزت دعوتها لخدمة المسيح بوضوحٍ شديد. وكان في عمق تلك الدعوة قرار جريء بتوظيف موهبتها الطبية لخدمة الآخرين. كان دربها مليئًا بالصعاب والتحديات، ولكنّ ثباتها وإيمانها أثمرا في النهاية. هذا ما تقوله لارسا (40 عامًا) لـ«آسي مينا»، والتي اختارت اسم روز ميري لاحقًا لحياتها الرهبانية.
ففي العام 2009، وبينما كانت تنجز دراستها في الطبّ، سمعت دعوة قلبها لخدمة أكبر. بمساعدة الأخوات في رهبانية بنات مريم الكلدانيّات بدأت تخدم في الأنشطة الراعوية مع الجوقات والروضة التي نمّت حبّها للأطفال ومهدت الطريق للتخصص في طبّ الأطفال وحديثي الولادة.
«إحساسي بالمسؤولية الكبيرة تجاه الأطفال حديثي الولادة والخدج، وقربي منهم للاعتناء بهم، يعطيان حياتي الروحية صدى عظيمًا، بصفتي راهبة تخلّت عن الحياة العائلية وأنكرت ذاتها من أجل المسيح». في ممارسة اختصاصها، وجدت نفسها تتحدى النقص والظروف القاسية التي تحيط بالرعاية الصحية، ولكنّها لم تضعف؛ بل استمدّت قوتها من إيمانها وقيمها، وبذلت جهدًا فائقًا لتحقيق توازن نابع من رغبتها في خدمة الإنسان، فتقول: «كنت أستمدّ قوتي من الطبيب الأول والأعظم، يسوع المسيح...».