بيروت, الأحد 7 يناير، 2024
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة في الأحد الثاني بعد ميلاد الربّ يسوع، بعيد وجود الربّ في الهيكل، وهي تدعونا فيه لنتأمّل معًا في كهنوت ربّنا يسوع المسيح وتعاليمه.
تحضّنا كنيستنا في هذا العيد على التأمّل في ولادة كهنوت جديد وهيكل جديد في شخص الربّ يسوع الذي وحّد، للمرّة الأولى في التاريخ، بين الألوهيّة والإنسانيّة، وجعل كلّ إنسان مؤمن هيكلًا للروح القدس.
فتحملنا أوّلًا الرسالة إلى العبرانيين: (7: 11 - 19)، إلى التأمّل في الكهنوت، منطلقين من «إبطال وصيّة الكهنوت السابقة، بسبب ضعفها وعدم نفعها» في مقابل كهنوت المسيح «الذي يقوم على مثال ملكي صادق... وفق قوّة حياة لا تزول». فلا يرتكز كهنوت المسيح على شريعة أو وصيّة بشريّة بل تأسّس على ألوهيّة الربّ يسوع، وكذلك على أزليّته في المحبّة، فلا يبطله زمان أو شدّة، لأنّه ليس محصورًا بسبط أو بعرق بشريّ، إنّما بدعوة الله لنا، كي نعمل من أجل تقديس الذات والبشريّة.
وبعدها يقودنا إنجيل (لو 2: 41 - 52)، إلى التأمّل بما ورد فيه؛ حين كانت العادة تقتضي زيارة أورشليم في الأعياد اليهوديّة الكبرى، صعد يسوع مع عائلته لزيارة الهيكل، وكان يومها قد بلغ الثانية عشرة من عمره، فبقي هناك ثلاثة أيام، من غير أن يعلم أبواه. ثمّ أخذا يبحثان عنه، وأخيرًا وجداه في مدرسة الهيكل، يناقش في أمور الشريعة، فتعجّب الجميع ممّا سمعوا منه. قالت له أمّه: «يا ابني، لماذا فعلت بنا هكذا؟ فها أنا وأبوك كنّا نطلبك متوجّعين»! فأجابها: «ولمَ بحثتما عني؟ ألم تعلما أنه يجب عليّ أن أكون عند أبي؟».