غزة, الثلاثاء 2 يناير، 2024
لا تزال صورة القديسة الأم تريزا دي كالكوتا الحاملة بين ذراعَيْها طفلًا أنقذته عام 1982 من بين أنقاض الحرب الأهلية اللبنانية مطبوعةً في أذهان العالم. ليس مردّ ذلك إلى موقفها الإنساني والروحي العظيم فحسب، بل أيضًا إلى شجاعة موقفها وإصرارها على الذهاب إلى حيث لا يُريد أحد أن ينطلق. أمّا اليوم، فيتكرّر المشهد في قطاع غزّة.
لم يكن موقف القديسة يومها شخصيًّا منفردًا، بل أصبح موروثها لبناتها مرسلات المحبة. فالعام الفائت، احتفلت المرسلات باليوبيل الذهبي لوجودهنّ في غزة. وكعادتهنّ، تعيش المرسلات بين أكثر فئات المجتمع ضعفًا، لذلك كرّسن رسالتهنّ للعناية بذوي الاحتياجات الخاصة، في مركزٍ يحتضن أكثر من خمسين شخصًا.
ومنذ بداية حرب غزّة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لجأ إلى مركز الراهبات نحو 600 شخص. تزامنًا مع مقتل ناهدة وسمر أنطون يوم السبت 16 ديسمبر/كانون الأول 2023 في محيط كنيسة العائلة المقدسة للاتين في غزة، استُهدِف أيضًا دير مرسلات المحبة المجاور للكنيسة.