أربيل, الأحد 31 ديسمبر، 2023
بعدما وُجِدت العذراء مريم حاملًا، ظهر ملاك ليوسف البار في الحلم وهدّأ من روعه قائلًا: «لا تخف! (...) إنّ الذي كُوِّنَ فيها (أي يسوع) هو من الروح القدس». وكان في ذلك تتميم لنبوءة أشعيا (7: 14) التي أوردها متى الإنجيلي: «ها إنّ العذراء تحمل فتلد ابنًا يسمّونه عمّانوئيل أي "الله معنا"» (1: 23). فما معنى أن يكون اسمه عمانوئيل؟
ورد في رسالة البابا القديس يوحنا بولس الثاني إلى الأُسَر (رقم 18)، بمناسبة سنة العائلة عام 1994، أنّ المسیح قریب منّا. بل وأكثر من ذلك: «إنه العمّانوئیل، الله معنا». وأوضح يوحنا بولس أنّه رغم سكن المسيح بيننا فمن الممكن ألّا نعرفه، كما حدث للتلميذَيْن على طريق عماوس، بعد قيامة يسوع، فهما لم يعرفاه إلا عند «كسر الخبز» (لوقا 24: 35).
وإذ نبحث عن وسائل تساعدنا نلتقي به، تتردّد على مسامعنا كلمات البابا بنديكتوس السادس عشر في الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس «الكنيسة في الشرق الأوسط»، لتذكِّرنا بأنّ المسيح يوصي بالمداومة على الصلاة باعتبارها خيمة الاجتماع الحقيقيّة. فيقول بنديكتوس: «دعونا لا ننسى معنى اسم الطفل الذي أعلن أشعيا عن ولادته والذي يحمل لنا الخلاص: عمّانوئيل، "الله معنا" فيسوع هو عمّانوئيلنا، "الله الحقيقيّ معنا". فلنتوسّل إليه بحرارة!».
وأعلن البابا فرنسيس في تأمُّل قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بتاريخ 8 مايو/أيار 2016 أنّ إلهنا الذي اختار أن يولد ويسكن بيننا، لن يتركنا. فإنّ ذاك الإله «كشف عن قربه منّا لدرجة اتّخاذ وجه إنسان، يسوع الناصري. وهو يبقى دائما الله-معنا». ودعا فرنسيس إلى التذكّر بأنّ يسوع هو عمّانوئيل أي الله معنا.