أربيل, الاثنين 1 يناير، 2024
قبل أسابيع، استعدّ المؤمنون لميلاد هذا العام. حصّنوا أنفسهم بمستلزمات الفرح والهناء لاستقبال اليوم المجيد. وما بين المظاهر الخارجية التي تُعبّر عن المشاعر الباطنية، وروحنا الداخلية التي تحيا أحاسيسَها بما تلبسُه من جديد وتأكله من لذيذ وتعمله من مُريح، ما أبرز الدروس والعِبر الروحية المستقاة من هذا الزمن والمستمرّة حتى بعد عيد الميلاد؟
هذا الميلاد، كان لا بدّ من استعداد روحيّ يكون أسمى من كلّ شيء، لأنَّ من انتظره البشر وأحبّوه روحيٌّ، وظهورُه ومجيئه يُبرزان القيم الروحية التي تُغَلِّف الأحداث التأريخية وبساطتها رغم أبّهتها وجلالها. إنَّما هي التي توحي إللناينا كيف نفرح ونتمتع بالعيد إزاء راحة صاحب العيد نفسه ورضاه عنا.
بشرى الميلاد احتوت رسالة مُهِّمة للبشرية. «قال الملاك: أبشّركم بخير عظيم يفرح له جميعُ الشعب». فالميلاد إذًا يبَّشر بتحقيق ما يرجوه المؤمنون. المخَّلص أتى ليفضح الشر والباطل ويُعيد الإنسان إلى مجد كرامته التي فقدها بالخطيئة. فقَدَ روحه وخسر صداقة الله، ليبقى الجسد سيِّد الموقف.
لم يتنازل الله عن صورته. جاء ليُقوي الإنسان ليتغلّب في معركةٍ جديدة على عدوه الشرير ويتمتّع بخيرات الله الروحية. لن يخلص الناس بسيف العنف ودم الانتقام وتشريد الودعاء وتجويع الأبرياء. بل بالحُبِّ والإخاء والغفران والفداء. بهذه تُضمن الراحة والهناء. هذا هو الخير والفرح اللذان يضمنهما مجيءُ المخَلّص. وهذا المخلّص هو المسيحُ الربّ.