وزاد أنّ المعنى الثاني يتجسّد في خلاص الربّ، حين بشّر الملاك الرعاة ليلة الميلاد قائلًا: «لا تخافوا، ها إني أبشّركم بفرح عظيم يكون فرح الشعب كلّه: ولد لكم اليوم مخلّص في مدينة داود، وهو المسيح الربّ» (لوقا 2: 10-11). وفي ولادته أيضًا تعبير عن ملوكيّته، بحسب معوّض، فقد قال المجوس: «أين ملك اليهود الذي ولد؟ فقد رأينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له» (متّى 2: 2).
العبور إلى مذود طفل بيت لحم
تابع معوَّض: «تَجَسَّد الربّ وشَابَهنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة، لكي يُخلِّصنا. فأعلن الربّ أنّ الخلاص يأتي بابنه الذي هو منارة لكلّ الشعوب والأمم». وأردف: «أضاء الربّ ظلمة العالم بنور ابنه الذي يقود الإنسان إلى القيم والحقّ، وبعدها يدلّه على السماء، ويفتح له أبوابها لحظة عودته إلى التراب».
وشرح خوري رعية مار مارون أنّ «الأمور الخارجيّة، من ملبس وزينة ومأكل، واجتماع العائلة حول المائدة، مهمة في زمن الميلاد المجيد، لأنّها تُذكّرنا بأجواء العيد. ولكنّ المشكلة حين يقتصر العيد عليها». فلكي نعانق جوهر العيد الحقيقيّ، يجب أن نعبر من العالم الخارجي إلى الداخلي، فنلتقي بطفل المغارة الذي لم يولد وسط الزينة، بل في مِذود فقير، ويتجسّد حينئذٍ معنى اللقاء الحقيقي بيسوع، على حد قوله.
أعِدْنا يا ربّ إلى العبادة والإيمان
في الختام، صلّى معوّض: «نسألك يا ربّ، في زمن الذكاء الاصطناعي، والعالم في وهم، أن تتجسّد في الإنسان الذي خلّصته. ولتنزع من قلوبنا كلّ ما هو اصطناعي، وتعلّمنا كيف نرجع إلى إنسان العبادة والإيمان. ومثلما غيّرت مجرى التاريخ بولادتك، نحن اليوم بحاجة إلى خلاصك، في مجتمع يسير بنا إلى القتل والدمار. فبولادتك حوِّل حياتنا وامنحنا علامات الرجاء فنتحدّى جميع الصعوبات ولا نتعلّق إلّا بك وحدك، آمين».