وأشار إلى أنّ «صلوات زمن البشارة والميلاد مأخوذة عن أشعار لملافنة الكنيسة مثل: أفرام ونرساي وباباي الكبير وسواهم. فهم أبدعوا في شرح سرّ التجسّد، إذ به صار لنا الخلاص بدافع حب الله لنا».
فتقول إحدى أجمل صلوات رمش الميلاد، المُمَجِّدة لعظمة ميلاد الكلمة المتجسِّد: «لك أيّها المولود الممجَّد الذي وُلِد وخَلَّص جنسنا من سلطان الموت، وأنار قلوبنا بنور معرفته البهيّ، وعلَّمنا أن نعرفه وحده لعظمة ميلاده، وأهَّلَنا مع المجوس والرعاة الذين أتوا للسجود له، أن نُزَيِّح بالألحان والتسبحات، عيد مولده، وعَلّمنا لنعرفه، وبِه نؤمن، فهو ضابط الكلّ، ويصنع كلّ علامة بإرادته، نَتضرّع ونسأل ونطلب منك: اقبل منَّا الصلوات المرسلة أمام عرش ربوبيّتك، وأهِّلنا لنقف أمامك بقلب طاهر، لنخدمك ونزيّح أعياد تدبيرك، يا ضابط الكلّ: الآب والابن والروح القدس. آمين».
وبيّن حندولا أنّ صلوات الميلاد وتراتيله تقتبس معانيها من الإنجيل المقدس وتشدِّد على أنّ ولادة يسوع مَنَحَت البشرية الأمن والسلام. ومن خلالها، أشرق النور على الجالسين في الظلمة. لذا تعلِن: «للمولود العجيب الذي وُلد لنا، نسبّح جميعنا. فبه أشرق النور الحقيقي على من كانوا جالسين في الظلمة. ومن أجل هذا نرنِّم ونقول مع جموع العلويّين: المجد لله في الأعالي، وسلام وأمان على الأرض، ورجاء صالح لبني البشر. ففي ملء الأزمنة، ظهر بالجسد من جنسنا، وعَلَّمنا أن نعترف به وحده، خالق كلّ شيء».
وإذ تكثر في تراتيل الميلاد اقتباسات من محاورات أفرام الشعرية العميقة المعنى، ختم حندولا حديثه إلى «آسي مينا» بإحداها قائلًا: «الخليقة حبلت من جديد، فولدت المسيح جسديًّا. ولكنّ الخليقة وُلِدت من جديد لأنّ المسيح وُلِد فيها روحيًّا».
صحافيّة وقاصّة عراقيّة، مهتمّة بالثقافة والتراث السرياني تعمل في مجال الإعلام. ناشطة في الخدمة الكنسيّة.