بيروت, الثلاثاء 26 ديسمبر، 2023
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار تهنئة مريم العذراء في 26 ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام. وفي هذا العيد نُنْشِدُ مع العذراء نشيد تعظيمها للربّ على عطاياه اللامتناهيّة، إذ منحنا ابنه الذي تجسَّد وصار إنسانًا لأجل خلاصنا.
تُحيي الكنيسة المقدسة في اليوم الثاني بعد عيد ميلاد الربّ يسوع، تذكار تهنئة سيّدتنا مريم العذراء، وهي تدعونا لكي نُهَلِّلَ ونقدّم لها التهنئة بكلّ حبّ وإكرام. هي من اختارها الله لتكون أمّ الكلمة الإلهيّة بقوّة الروح القدس وهي عذراء خطّيبة يوسف البتول، فأصغت بإيمان إلى بشرى الملاك، بالحبل الإلهي وأجابته بطواعية تامّة: «ها أنا خادمة الربّ»، وسارت بتواضع عميق أمام الله، مكرّسةً له ذاتها بكلّيتها. فدخلت في مشروعه الخلاصي لشعبه، وبالـ «نَعَم» التي قالتها للملاك فاضت نِعم الله في حياتنا.
وتُنْشِدُ الكنيسة في هذا العيد المبارك، نشيد العذراء الذي رفعته للربّ، في بيت زكريا حين زارت نسيبتها أليصابات، لحظة أخبرها الملاك، بأنّ «أليصابات حبلى بابن في شيخوختها. وهذا هو الشهر السادس لتلك التي تُدعى عاقرًا» (لو 1: 36).
ومريم العذراء في نشيدها تُعَظّم الربّ وتشكره على النعمة التي خصّها بها، قائلةً: «تعظّم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلّصي لأنّه نظر إلى أمته الوضيعة. ستهنّئني بعد اليوم جميع الأجيال لأنّ القدير صنع إليَّ أمورًا عظيمة: قدّوس اسمه، ورحمته من جيل إلى جيل للّذين يتّقونه» (لو 1: 46).