إلى مسيحيّي أراضينا المقدّسة، مهد الفرح والوجع. فرح الولادة المخنوق بوجع الصَّلب المتمولدِ بنور القيامة.
إلى مسيحيّي عراقنا المُشبَعة ذاكرتُه البعيدة بدمارٍ وتهجير، وذاكرتُه القريبة بحريقِ أجسادٍ وقلوب.
إلى مسيحيّي لبناننا، أرضِ القداسة التي اختبرت جميع أنواع الألم، فلا هو شبع منها ولا هي شبعت منه.
إلى مسيحيّي سوريانا حيث الأنينُ موسيقى تُعزَف في كلّ بيت. آلة حربٍ لم تصدأ وغضبُ طبيعةٍ يحفر الجرح.
إلى مصرانا مسيحيّي الكثرة ومغاربنا مسيحيّي القلّة. إلى مسيحيّي الصمت على الرغم من كثرتهم، ومسيحيّي الصوت على الرغم من قلّتهم. إلى المقهورين منهم والمتعالين على قهرهم لأنّ صدى الرّجاء أعلى.
إلى جميع هؤلاء الذين يأكلون في زمن الوجع، ويشربون في زمن الوجع، ويغفون في زمن الوجع، ويصلّون في زمن الوجع... زمنُ الميلاد أقوى وأبقى.
* رسالةٌ من مسيحيٍّ هنا إلى كلّ مسيحيٍّ هنا. إلى جميع من ورد ذكرُهم عمدًا وجميع من غاب ذكرُهم سهوًا، كلمات حبٍّ وكومة أملٍ بانجلاء الزمن الرديء في زمن المجيء.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.