بيروت, السبت 23 ديسمبر، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة الشهيدة أوجانيا في تواريخ مختلفة، منها 23 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. هي من تخلّت عن عبادة الأوثان بعدما عانقت كلمة المسيح روحها فكرّست له حياتها حتى الاستشهاد.
أبصرت أوجانيا النور في روما، ونشأت وسط أسرة وثنية. كان والدها اسمه فيليبوس أمّا والدتها فتدعى كلوديا، وكان لها أخوان أفتيموس وسرجيوس. وحين جُعِلَ والدها واليًا وقنصلًا على القطر المصري، أحضر عائلته إلى الإسكندرية. تميّزت أوجانيا بذكائها وفهمها للأمور. فدرست اللغتين اليونانية واللاتينية، كما بَرَعَت في الفلسفة وهي في سنّ المراهقة. وقد وضع لها والدها أستاذَين، هما بروتس وياسنتوس، فأُعجبا بأسلوبها في التفكير وقدرتها الكبيرة على التحليل والمنطق.
وحين قرأت أوجانيا الكتاب المقدس ورسائل القديس بولس أحبّت معانيها وتوقّفت عند فلسفتها وما فيها من تعاليم سامية فصغُرت في عينيها القياسات المنطقية والفلسفة الوثنية. حينئذٍ آمنت بالمسيح وعانقت كلمته روحها، فكشفت سرَّها لأستاذَيها وتمكّنت من جعلهما يعلنان إيمانهما بالمسيح. بعدها بشّرت أهلها بالمسيح، حتى آمنوا جميعهم ونالوا معها سرّ العماد. ولمّا استشهد والدها عادت مع والدتها وشقيقَيها إلى روما. كرّست أوجانيا حياتها للمسيح، وتتلمذ على يدها عدد كبير من العذارى، فأنشأت لهنّ ديرًا، وذاع صيتها من حولها، وأعطاها الله نعمة صنع المعجزات.
ومن ثمّ قُضي على أمّها وشقيقَيها وأستاذَيها، ففازوا بإكليل الشهادة. أمّا هي فتابعت رحلتها في التبشير بكلمة المسيح، وساهمت في ارتداد كثيرين من عبدة الأوثان إلى الإيمان القويم. وأخيرًا، قبض عليها والي روما ليسينيوس، بأمر من الملك غاليانس، فعرفت على يده جميع أنواع العذاب، وبعدها أمر بقطع عنقها بينما كانت في السجن، وهكذا توّجت بإكليل المجد عام 255.